يطرح فوز “لويس إيناسيو لولا دا سيلفا”، أمس الأحد، بالانتخابات الرئاسية بالبرازيل، وانتخابه رئيسا للبلاد تحديات جديدة على الدبلوماسية المغربية في علاقتها بقضية الوحدة الترابية للمملكة.
ذلك أن عودة اليسار إلى الحكم في عدد من دول أمريكا اللاتينية، غالبا ما يواكبه تحول سلبي في مواقف بعض الدول من النزاع المفتعل في الصحراء المغربية.
وهو ما تجسد في موقف حكومة كولومبيا والبيرو، على سبيل المثال.
فقد استأنفت كولومبيا مباشرة بعد انتخاب الرئيس الجديد، غوستافو بيذرو أوريغو، وبعد حوالي ثلاثة عقود علاقاتها بميلشيات بوليساريو وكيانها الوهمي.
وكانت كولومبيا اعترفت بالكيان الوهمي للجبهة الانفصالية سنة 1985 بالتزامن مع موجة الاعترافات بهذا الكيان المصطنع التي طبعت نهاية السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، غير أنها أقدمت لاحقا على تجميد اعترافها، وتحولت إلى مدافع عن موقف المغرب من النزاع المفتعل في الصحراء المغربية.
وعادت البيرو، بعد وصول اليساري بيدرو كاستيو إلى السلطة لتعترف خلال شتنبر الماضي بالجبهة الانفصالية.
واستأنفت بوليفيا علاقاتها بالكيان الوهمي بعد عودة اليسار إلى الرئاسة يوم 16 سبتمبر 2021. وكانت بوليفيا سحبت الاعتراف بالكيان الوهمي في يناير 2020 ، خلال وصول اليمين إلى السلطة.
واستأنفت هندوراس علاقاتها بالبوليساريو في فبراير الماضي مع مجيء اليسارية إيريس كسيومارا كاسترو إلى السلطة.
وتطرح عودة اليسار تحديات على الدبلوماسية المغربية التي أصبحت مطالبة بتبني مقاربات جديدة تجاه دول أمريكا اللاتينية، للحد من التقلبات التي تعرفها مواقف العديد من الدول بالقارة.
وبالعودة إلى البرازيل، فإنها حافظت طيلة ولاية بولسورانو، على موقف محايد تجاه النزاع المفتعل في الصحراء المغربية. وعبرت عن دعمها للتسوية السياسية للنزاع المفتعل في إطار الأمم المتحدة.
وتتجه الأنظار نحو “لولا” الذي فاز على منافسه بفارق ضئيل، لمعرفة ما إذا كان الرئيس الجديد سيتشبث بالموقف المعتاد للبرازيل أم أنه سيحدث تحولا فيه.