أفرزت نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في البرازيل، أمس الأحد، عن فوز الرئيس اليساري السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، بعد حصوله على 48.43% من الأصوات، مقابل 43.20% لمنافسه رئيس الدولة اليميني المتطرف، جاير بولسونارو، المنتهية ولايته.

وفقًا للنتائج التي نشرتها المحكمة الانتخابية العليا بعد فرز  99.99% من الأصوات.

وتوجه الناخبون في البرازيل الأحد، إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد للبلاد.

وانحصر التنافس في هذه الانتخابات الرئاسية بين الرئيس الحالي المنتهية ولايته جابر بولسونارو ، المعروف بنزعته الشعبوية، وغريمه الزعيم اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي قضى سنة ونصف في السجن بتهمة الفساد.

وستحسم الجولة الثانية المقررة في 30 أكتوبر الجاري، في من سيكون الزعيم الجديد  للبلاد.

ما يهمنا في الحالة المغربية ، وبعيدا عن الشأن الداخلي للبرازيل، هو كيف نتعبأ، أمام استمرار المد “الوردي “، الذي كرسته عودة اليسار إلى الحكم في البرازيل ، للدفاع  عن وحدتنا الترابية  وتحصين المكتسبات التي حققتها ديبلوماسية الدولة في هذا المجال، والحيلولة دون أن تصطف الأنظمة اليسارية الجديدة إلى جانب الأطروحات الواهية والمضللة لأعداء وحدتنا الترابية.

احتفظت البرازيل، طيلة ولاية بولسورانو، بموقف محايد تجاه النزاع المفتعل في الصحراء المغربية.

حيث دعمت إلى التسوية السياسية للملف في إطار الأمم المتحدة.

من الواجب أن تتفطن الدبلوماسية الرسمية إلى التحديات الجديدة التي  تطرحها عودة اليسار  إلى أمريكا اللاتينية، والذي انطلق منذ  2018، مع الصعود الجديد لليسار في المكسيك، ثم في الأرجنتين عام 2019.

و لاحقا في دول أخرى مثل بوليفيا عام 2020، والبيرو  و الهندوراس عام 2021، و الشيلي عام 2022 وفي شهر يونيو الماضي في كولومبيا.

وتطرح  عودة اليسار في أمريكا اللاتينية، تحديات أمام الدبلوماسية الرسمية التي تفرض عليها  مواصلة ديناميتها لتحصين المكاسب  وتحقيق أخرى جديدة.

كما تفرض عودة اليسار تحديات على الدبلوماسية البرلمانية، بما يجعلها تنتقل من لعب دور التابع الى دور الفاعل في الأحداث.

عليها، ونحن على مشارف انطلاق سنة تشريعية جديدة، أن تتحلى بديناميكية جديدة وتلعب أدوار ا نشطة في الترافع  عن مغربية  الصحراء ودحض الأطروحة الانفصالية لأعداء الوحدة الترابية.

إن ارتباطات اليسار وتعاطفه مع الحركات الانفصالية كانت معروفة،تاريخيا، في عدد من دول أمريكا اللاتينية،

والمثير، في حالة كولومبيا، أن أول قرار اتخذته بالنسبة إلى سياستها الخارجية يتمثل في إعادة العلاقات دالدبلوماسية مع الجبهة الانفصالية (بوليساريو).

لقد حققت الدبلوماسية المغربية على الواجهة الرسمية نجاحات باهرة بفضل الانخراط القوي للملك محمد السادس، الذي قام سنة 2004 بزيارة تاريخية لمجموعة من دول المنطقة وضمنها المكسيك، في إطار تجسيد مرتكزات السياسة الخارجية للمغرب القائمة على تعزيز التعاون جنوب-جنوب، ولاسيما مع دول أمريكا اللاتينية.

هذه النجاحات، من الواجب أن تلقى الدعم والسند من طرف الدبلوماسية الموازية وخاصة الدبلوماسية البرلمانية، التي تخلفت عن مجاراة الدبلوماسية الرسمية.

أصبح  البرلمان مُطالبا بضخ دينامية جديدة في وظيفته الدبلوماسية،

ليس المقصود ديبلوماسية التجوال والاسفار ، بل ديبلوماسية موازية حقيقية تنبني على استراتيجية فعالة للدفاع عن السيادة الترابية للمملكة ومواجهة الخصوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *