مع اقتراب موعد التصويت على التقرير الأممي الجديد حول الصحراء المغربية نهاية شهر أكتوبر الجاري(2022)، أظهر أعداء الوحدة الترابية للمملكة، “استياء” وتشنجا زائدين مما تسرب منه.   

التقرير الذي يصدر في سياق مطبوع بتنامي الدعم الدولي للمقترح المغربي المتعلق بالحكم الذاتي، وسحب عدد من الدول اعترافها بالجمهورية الوهمية، يُثير هُياج قادة مليشيات (بوليساريو)، بسبب ما يصفونه بـ”عدم التوازن“. 

 وفي الوقت الذي يترقب المغرب بثقة عملية التصويت، لم يتحمل أعداء الوحدة الترابية صبرا.

ما دفع قادة مليشيات (بوليساريو) إلى مراسلة الأمين العام للأمم المتحدة للفت انتباهه إلى عدم توازن التقرير منتقدين إياه.

قادة بوليساريو ومن يقف وراءهم(الجزائر)، انتقدوا بشدة نص التقرير لأنه لا ينسجم مع  طروحاتهم الهشة والمُضللة.

فهو يكرس مضامين التقرير السابق والإيجابي للمغرب، حيث لا يشير لا من قريب ولا من بعيد إلى مسألة الاستفتاء التي يرددها خصوم الوحدة الترابية.

بل يشير إلى انتهاكات (بوليساريو) لوقف اطلاق النار والاعتداءات التي تشنها مليشياتها ضد المغرب

جدد التقرير دعوة كافة الأطراف المعنية بالتسوية السياسية، مكرسا بذلك المسؤولية الكاملة للجزائر في هذا النزاع الإقليمي المفتعل.

 أشار التقرير إلى استمرار عدد من الدول فتح تمثيلياتها الدبلوماسية في الأقاليم الجنوبية للمملكة خلال الفترة المشمولة بالتقرير.

ذكر، في هذا الصدد افتتاح سورينام وتوغو وكابو فيردي (الرأس الأخضر) قنصليات لها في مدينة الداخلة.   

وأشار، كذلك، إلى مواصلة المغرب تنفيذ برامجه الاستثمارية في الصحراء المغربية.

حيث تم التوقيع على أربع اتفاقيات تتعلق بمشروع تحلية مياه البحر لمدينة الداخلة، ومن المتوقع أن تبلغ طاقتها الإنتاجية 37 مليون متر مكعب من المياه سنويا

لقيت سياسة اليد الممدودة للملك محمد السادس تجاه الجزائر، ترحيبا عاليا من قبل الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش.

إن قضية الصحراء ليست ترفا للمغاربة بل هي قضية مصيرية.

 فالوحدة الترابية للمملكة والصحراء المغربية تعتبر خطا أحمر لدى جميع المغاربة.

وقد رسخ الملك محمد السادس، هذه القناعة، في خطابه السامي بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين للمسيرة الخضراء، حينما أكد أن المغرب لا يتفاوض على مغربية الصحراء، وإنما يتفاوض على التسوية السياسية التي تسمح بحل هذا النزاع المفتعل.

وشدد الملك على أن سيادة المملكة على الصحراء موضوع لا نقاش فيه، وأن مغربية الصحراء لم تكن يوما ولن تكون أبدا مطروحة فوق طاولة المفاوضات.

في خضم هذه القناعة الراسخة لدى المغاربة، يحاول أعداء الوحدة الترابية معاكسة التيار، غير آبهين  للثقل والمكانة التي تشكلها السيادة الترابية للمملكة في نفوس المغاربة.

فالمغاربة لن يتخلوا عن شبر من أرضهم، التي دفعوا دمهم ثمنا للدفاع عنها ضد المستعمر.

كيف لا وقد ثارت ثائرتهم كلما لجأت الجزائر إلى السطو على “الطبخ”  أو “الزليج” المغربي الأصيل.           

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *