على بعد أقل من أسبوعين من انعقاد القمة العربية بالجزائر، يُسارع المسؤولون بالجامعة العربية الخطى من أجل توفير كافة الضمانات لإنجاح القمة المقررة  في فاتح نونبر المقبل.

وتشهد الجامعة العربية تحركات مُلفتة قبل انعقاد القمة، من أجل الحصول على تطمينات من طرف الجزائر تتعلق بالاتفاق على النقط المدرجة في جدول الأعمال وضرورة الالتزام بها، بما يضمن شروط نجاح القمة.

القمة التي ستنعقد كما يُريدها حكام الجزائر تحت شعار “لم الشمل”، ستلتئم وسط حقل ألغام، على اعتبار أن البلد المُضيف ليس حوله إجماع عربي، بفعل المشاكل والعداوات التي تسبب فيها مع عدد من البلدان العربية، جعلت بعض الملاحظين يتساءلون عما إذا كان اختيار الجزائر لاستضافة القمة صائبا.

فالجزائر أول من يناقض شعار القمة.

فحكامها قطعوا كل الروابط الدبلوماسية والسياسية مع المغرب بدون سبب سوى عداءهم المستحكم للمغرب.

ورفضوا كل وساطة لإعادة المياه إلى مجاريها.

 وتبنوا سلوكا معاديا للمغرب، من خلال دعم ميليشيات عسكرية بالمال والسلاح لمحاربة المغرب منذ حوالي نصف قرن.

كما أن الجزائر كانت حريصة على إدراج موضوع إعادة سوريا إلى حضن الجامعة العربية، ضمن جدول أعمال القمة.

وأغضبت القاهرة بسبب تقربها من اثيوبيا.

وتنعقد القمة العربية لأول مرة وسط مخاوف من حدوث انزلاقات في مواقف وسلوكات حكام الجزائر، على خلفية احتمال إثارة مواضيع قد تعصف بالقمة، خاصة ملف الصحراء المغربية.

وكان الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، وصل أمس الأحد إلى الجزائر في زيارة رسمية، على رأس وفد من الأمانة العامة، لإجراء مشاورات سياسية قبيل انعقاد القمة العربية.

 واتسمت الأسابيع الماضية بتحركات عربية تسعى إلى تفادي أي انزلاق  من شأنه أن يعصف بالقمة لأسباب تتعلق بمواقف النظام العسكري الجزائري المعادية للمصالح العربية.

وأدت تحركات قادة بعض الدول والجامعة العربية إلى  الحصول على ضمانات من الجزائر تتعلق، بالخصوص، بتعهد الجزائر بعدم إثارة  موضوع عودة سوريا إلى الجامعة العربية.

وكان موضوع سوريا إحدى النقط الخلافية بين الجزائر التي كانت تصر على إدراجه في القمة، وبين الدول العربية الأخرى، خاصة دول مجلس التعاون الخليجي، التي ترفض مناقشة عودة سوريا إلى حضن الجامعة العربية.

وجمدت الجامعة العربية عضوية دمشق في سنة 2011.

 كما تعهد حكام الجزائر بعدم إثارة قضية النزاع المفتعل في الصحراء المغربية من منطلق موقفها المعادي للوحدة الترابية للمملكة والداعم لانفصاليي مليشيات بوليساريو.

ورغم تطمينات الجزائر، فإنه لا أحد يستطيع أن يتكهن بما ستسفر عنه القمة العربية التي تنعقد في سياق دولي وعربي صعب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليقات