يسود تفاؤل حذر بمدينة مليلية المحتلة، مع اقتراب موعد إعادة فتح مكتب الجمارك المقرر في شهر يناير المقبل.

والسبب هو أن المسؤولين الاسبان بالمدينة أصبحوا مقتنعين بأن المغرب لن يسمح بعودة مرور البضائع والسلع بالشكل الذي كان عليه الأمر قبل ظهور جائحة كورونا.

وفي ظل الصرامة التي أظهرها المغرب في ما يخص حماية منتوجه الوطني، والسياسة التي يتبعها في تشجيع علامة “صنع في المغرب”، فإنه يبدو من المستبعد أن يسمح بمرور السلع والبضائع بكميات غير متحكم فيها، خاصة بعدما أغلق المغرب الباب نهائيا أمام التهريب المعيشي.

بالمقابل، ارتفعت أصوات أرباب المقاولات والمحلات التجارية بالثغر المحتل، التي تطالب بفتح الباب مُشرعا أمام السلع الاسبانية لتعبر الحدود في اتجاه المغرب.

ويعتبر هؤلاء أن تقييد حجم السلع “العابرة للحدود” لن ينقذ المدينة من الركود التجاري الذي تعاني منه.

واضطرت العديد من المحلات التجارية بالمدينة إلى الإغلاق خلال السنتين الماضيتين بسبب تبعات الأزمة الصحية “كوفيد19” والأزمة الدبلوماسية التي تسببت فيها اسبانيا.

في السياق، أكد رئيس الاتحاد الإسباني للمقاولات الصغرى والمتوسطة “Cepyme”، ونائب رئيس الاتحاد الإسباني لمنظمات الأعمال “CEOE”، جيرار دو كويرفا، الأربعاء ، خلال لقاء جمعه  برئيس حكومة مليلية  “إدواردو دي كاسترو”، أنه “يتعين على المدينة أن تنفتح على محيطها”، وعلى وجه التحديد، يجب على مليلية ” أن توجه نظرها نحو شبه الجزيرة الإيبرية وأوروبا والمغرب“.  

وعند سؤاله حول إعادة فتح  المكتب الجمركي مع المغرب، أشار إلى أن “حكومة إسبانيا تشتغل على ذلك“.

وقال “آمل أن يحدث هذا لأنه، في النهاية، إذا ظلت منطقة ما معزولة، فمن الصعب عليها أن تتقدم. 

وفي حالة مليلية، يجب أن يعود الوضع في المعبر الحدودي إلى ما كان عليه الأمر في السابق“.   

من جهته، اعترف رئيس اتحاد أرباب العمل بمليلية، “إنريكي الكوبا”، بأن “المعبر الحدودي ووسائل المواصلات”، هما المشكلتان الرئيسيتان المطروحتان على مدينة مليلية

وأكد على أهمية إعادة فتح مكتب الجمارك وتوفير وسائل مواصلات سريعة ومريحة وجيدة، ومناسبة من حيث الأثمنة، ليس فقذ بالنسبة لقاطني المدينة، وإنما، أيضا، لمن يقصدون المدنية بغرض الزيارة والسياحة والأعمال“.  

من جانبه، أكد رئيس حكومة مليلية  دي كاسترو أن المقاولات الصغرى والمتوسطة “هي المحرك الاقتصادي للبلاد”، وهو ما يفرض دعمها.

واشار، في هذا الصدد، إلى أن الحكومة قامت فعلا بدعم هذه المقاولات، من خلال خطوط الائتمان الممنوحة.

وكان وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني، خوسي مانويل ألباريس،  أعلن أخيرا، أن المغرب وإسبانيا اتفقا على فتح مكاتب الجمارك التجارية في مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، وذلك ابتداءً من شهر يناير المقبل.

جاء ذلك عقب لقاء جمع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، بنظيره الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، بنيويورك على هامش الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال مسؤول الديبلوماسية الإسبانية في تصريحات صحفية نقلتها وسائل إعلام إسبانية، إنه اتفق مع نظيره ناصر بوريطة، على إعادة فتح مكتب الجمارك بمليلية، وإحداث مكتب جديد بسبتة، ابتداءً من يناير 2023.

 وأشار ألباريس إلى أن الجانبان اتفقا، في إطار “إعادة تفعيل” التعاون الثنائي، على العمل من أجل ضمان انطلاق عبور منظم وتدريجي للبضائع عبر المنافذ الجمركية البرية في يناير المقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *