الآن، الآن فقط، يجدر بمن كانوا يشككون  أو يتحفظون على خلفيات قطع المغرب علاقاته الدبلوماسية مع إيران، أن يقتنعوا بوجاهة وصدقية ومصداقية هاته الخلفيات.

حينها، أي حين قرر المغرب أن يقطع علاقاته مع إيران في 2018، كان ثمة من اعتبر القرار متسرعًا أو غير مناسب.

لكن اليوم لم يعد هناك مجال للتحفظ.

فإيران أثبتت أنها راعية للإرهاب والحركات الانفصالية.

ومن هذا المنطلق، فهي دولة مارقة وتهدد السلم والسلام العالميين، وليس فقط السلام الإقليمي.

لم تتردد إيران في تقديم الدعم لحركة إرهابية تحارب المغرب منذ نصف قرن.

إيران أصحاب العمائم لا يهمهم استقرار المغرب والمنطقة التي يسعون إلى تفجيرها من خلال تدريب وتسليح إرهابيي بوليساريو. 

قررت المملكة المغربية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران على خلفية دعمها بالمال والعتاد للجبهة الانفصالية (بوليساريو)، عبر حزب الله اللبناني.

وأكد وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة آنذاك، أن الرباط طلبت من السفير الإيراني المغادرة بعد حصولها على معلومات تثبت تقديم حزب الله دعما ماليا ولوجستيا وعسكريا لمليشيات بوليساريو.

واليوم يجدد ناصر بوريطة تأكيده أن إيران تهدد السلم الإقليمي بمد بوليساريو بطائرات الدرون والأسلحة، بتمويل جزائري.

وقال بوريطة، خلال ندوة صحفية مشتركة مع نظيره اليمني أحمد عوض بن مبارك، إن “طهران تهدد السلم الإقليمي والدولي، بسبب تسليحها لحركة  انفصالية.

لقد كشف المغرب، قبل ما يزيد عن أربع سنوات،  بأدلة دامغة ومعطيات دقيقة  تورط حزب الله في تقديم كل المساعدات لجبهة البوليساريو لتكوين قيادة عسكرية، وتدريب عناصر من الجبهة على الحرب، إضافة  إلى تسليمها أسلحة.

وشكلت سفارة طهران بالجزائر الخلفية الأساسية للتحركات المشبوهة لعناصر حزب الله.

والسؤال المطروح اليوم هو: ألم يحن الوقت لتصنيف جبهة بوليساريو حركة إرهابية واعتبار الجزائر و إيران راعيتين للإرهاب؟.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *