يواصل حزب العدالة والتنمية اندحاره الانتخابي، بعدما فشل في الفوز في الانتخابات الجزئية التي جرت أمس الخميس في عدد من الدوائر الانتخابية.
ورغم عودة عبد الإله بن كيران إلى قيادة الحزب في سياق الانتكاسة التي مني بها الحزب في الاستحقاقات الانتخابية لثامن شتنبر، إلا أن ذلك لم يشفع للحزب أن يستعيد توازنه، مما يؤشر إلى وجود أزمة داخلية عميقة قد تطول.
بعد هزيمته في انتخابات ثامن شتنبر، توالت انكسارات الحزب في الانتخابات الجزئية.
حيث رفض الناخبون التصويت لصالح المرشحين الذين قدمهم الحزب في عدد من الدوائر.
هذا يعني شيئا واحدا هو أن المشروع السياسي للـ”بيجيدي” لم يعد يغري المغاربة.
ثم إن عشر سنوات الماضية التي تولى فيها الحزب قيادة السلطة الحكومية، كانت كافية لإظهار محدودية وفشل الحزب في تدبير الشأن الحكومي.
لقد عرفت فترة حكم الإسلاميين عدة أزمات: تعطل الحوار الاجتماعي، الذي نتج عنه احتقان اجتماعي دفع بالعديد من الفئات المهنية إلى النزول إلى الشارع للاحتجاج.
وفي عهد البيجيدي تم تحرير أسعار المحروقات، ما فتح المجال واسعا أمام زيادات متتالية في أثمان الوقود.
وعرف مستوى المعيشة غلاء فاحشا، رغم أن السياق الوطني والدولي كان عاديا، ولم تكن هناك حروب أو أزمات خارجية.
وهكذا فبعد نكسة 8 شتنبر، فشل الحزب في الحصول على مقعد برلماني، بكافة الدوائر التي أجريت بها الانتخابات الجزئية، سواء بدائرة عين الشق بالدار البيضاء وآسفي أو جرسيف والدريوش، بعدما قاد بنكيران حملات مرشحيه في بعض الدوائر.
في دائرة عين الشق، فاز مرشح الحركة الشعبية “شفيق” و مرشح الاستقلال “بنبيلي” بالمقعدين المخصصين للدائرة، فيما لم يحصد مرشح البيجيدي الذي قاد بنكيران حملته، سوى على 287 صوتاً.
وأسفرت نتائج الإنتخابات الجزئية بدائرة جرسيف عن فوز بعزيز سعيد عن حزب الإتحاد الإشتراكي ومحمد البرنيشي عن حزب الأصالة والمعاصرة.
وفي الدريوش لم يظهر أثر لأي مرشح للبيجيدي..