أود أن أوضح لجمهور المثقفين والمتابعين لما كنت قد بادرت بكتابته بخصوص مقال الأستاذ عبد الله الطحاوي حول الإمام الجويني المعاد نشره على موقع قناة الجزيرة، أنه قد تأكد لي من طرف زملاء لي -سواء في المغرب أو في دولة قطر- أن السيد الطحاوي -الذي كتب مقاله المذكور منذ أكثر من سنتين- لم يكن إذ ذاك على اطلاع بعملنا المطبوع حول “الفكر الأصولي والسلطة العلمية في الإسلام“، وهو الأمر الذي تأكدت منه بعد اتصالي المباشر بالأستاذ الطحاوي شخصيا الذي أكد لي أن الكتاب المذكور لم يقع بين يديه إلا عندما نشرت مقالي موضوع الحديث.
وأؤكد هنا أن قصدي الأساس منذ البداية -وقد حسبت أن الكاتب على اطلاع مسبق بعملي القديم حول الجويني- أن الأمر يتعلق في ظني وتقديري بـ”نقص منهجي” وليس بـ”سرقة أدبية” كما جرى به القلم تسرّعا مني.
لذا أجد من نفسي الشجاعة لأقدم اعتذاري للأستاذ عبد الله الطحاوي على ما نشرته في حقه بناء على افتراضات خاطئة، وأؤكد أنني لم أكن أقصد الإساءة إليه شخصيا.
*الد كتور عبد المجيد الصغيّر.
تعقيب المحرر
تصويب واعتذار
بعدما كتبت منشورا عن رسالة الدكتور عبد المجيد الصغير التي يتهم فيها الباحث المصري الأستاذ عبد الله الطحاوي بالسطو على فصل من كتاب له؛ اتصل بي الأستاذ الطحاوي مشكورا ليوضح لي الأمر.
وقد قارنت بين المقال الذي نشره الأستاذ الطحاوي وما ورد في كتاب الدكتور الصغير فلم أجد أثرا لأي سرقة؛ وأكد لي الأستاذ الطحاوي أنه لم يطلع على الكتاب إلا منذ شهرين؛ أي بعد نشر المقال بمدة.
والغريب أن الدكتور الصغير تسرع في الاتهام دون أن يكلف نفسه عناء المقارنة؛ وبالغ في الاتهام حين قال إن صاحب المقال حذا حذوه “حذو النعل بالنعل”؛ ولكن عند المقارنة تبين أن هذا الاتهام عار عن الصحة وفيه ظلم للأستاذ الطحاوي.
وعليه؛ فإنني إحقاقا للحقيقة؛ أعتذر بشدة للأستاذ عبد الله الطحاوي شخصيا؛ كما أوضحت له في المكالمة الهاتفية معه؛ فقد ورطنا في هذا الظلم بيان الدكتور الصغير غفر الله له؛ فتسرعنا في الاتهام لثقتنا في الدكتور الصغير؛ وهذا نعتبره درسا؛ أن لا نصدق الأشخاص قبل البينة.
والجميل في الأمر هو أن الدكتور الصغير نفسه تراجع عن اتهامه واعتبر ذلك تسرعا منه؛ في بيان ثان؛ وهذا من أخلاقه.
لقد كان اتهام الأستاذ عبد الله الطحاوي بناء على تقاليد السرقة العلمية الموجودة لدينا بشكل كبير؛ والتي أصبح يشهد عليها الجميع؛ وتطال حتى مفكرين كبارا معروفين. وهي ظاهرة أصبحت معروفة حتى إن مراكز البحوث في العالم العربي أصبحت تلزم الباحثين بعدم تجاوز نسبة معينة في الاقتباسات؛ كأن لا يتجاوز الاقتباس نسبة 15 في المائة مثلا؛ وإلا عد البحث مسروقا رغم الإحالات.
وأخيرا أجدد اعتذاري للأستاذ الفاضل عبد الله الطحاوي؛ وأهنئه على عدم السكوت عما لحقه من ظلم؛ وتواصله الشخصي معي ومع الدكتور الصغير لتبرئة ساحته.
“يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين“.
*الدكتور إدريس الكنبوري