يتحدث لحسن حداد، السياسي والمستشار البرلماني، ووزير السياحة السابق، في الحوار التالي، عن دلالات الزيارة التي قامت بها وزيرة الشؤون الخارجية الألمانية “أنالينا بيربوك” إلى المغرب يومي الأربعاء والخميس، ومستقبل العلاقات المغربية الألمانية.

حوار: جمال بورفيسي

ماهي، في نظركم، أهم الدلالات التي تكتسيها الزيارة التي قامت بها وزيرة الخارجية الألمانية للمغرب منتصف الأسبوع الجاري؟

زيارة وزيرة الخارجية الألمانية “أنالينا بيربوك” للمغرب تكتسي أهمية خاصة، بالنظر إلى الثقل الاقتصادي لألمانيا.  

 ألمانيا دولة رائدة على أكثر من صعيد وقوتها يمنح لها ثقل داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي، لذلك أقول إن تعزيز العلاقات معها يكتسي أهمية كبيرة بالنسبة إلى المستقبل.

من الأهمية بمكان أن يواصل المغرب نهج تنويع شراكاته وعلاقاته. فبالإضافة إلى فرنسا واسبانيا، أعتبر أنه من المهم أن تكون للمغرب شراكة متميزة مع ألمانيا.

 والتعاون مع هذا البلد الأوربي، يمكن أن يشمل مجالات متعددة: الطاقة والتنمية المستدامة والماء ومجالات أخرى.

لا ننسى، أيضا، الأهمية التي يكتسيها المغرب بالنسبة لألمانيا باعتباره بوابة افريقيا

وألمانيا مهتمة بأفريقيا ولها طموح في توسيع قاعدة تعاملاتها سواء تعلق الأمر باستيراد المواد الخام التي تحتاجها صناعاتها أو في ما يخص تصدير منتجاتها، وهي تدرك أن السوق الافريقية مهمة وواعدة.

 ما هي المجالات الأخرى التي يمكن أن يشملها التعاون بين الجانبين المغربي والألماني؟ 

هناك تعاون وثيق على المستوى الأمني ومحاربة الهجرة غير النظامية.

وألمانيا تُدرك جيدا خبرة المغرب وتجربته في هذين المجالين.

بالنسبة للمغرب تكتسي ألمانيا مكانة هامة كسوق سياحية يمكن أن يستفيد منها المغرب في استقطاب السياح الألمان، لعزيز تنميته في قطاع السياحة.

المغرب معني أيضا بالاستفادة من دعم وتمويلات ألمانيا بالنسبة إلى عدد من المشاريع، سواء تعلق الأمر بمجال الطاقات المتجددة، و ينبغي أن نستحضر هنا،  مساهمة ألمانيا في تمويل مشروع محطة نور بوارزازات، أو تعلق الأمر بمجالات البيئة والاقتصاد الأخضر.  

في مجالات السيارات نعرف أهمية الصناعة الألمانية والشركات العاملة في تصنيع السيارات، والمغرب يُعتبر سوقا واعدة في مجال تصنيع  تصدير السيارات، وحتى بالنسبة لقطع الغيار والطيران.

يكتسي تعزيز العلاقات المغربية الألمانية ، كذلك، أهمية على المستوى السياسي، خاصة في ما يتعلق بدعم مسار الوحدة الترابية للمملكة، أليس كذلك؟

 من المؤكد أن زيارة وزيرة الشؤون الخارجية الألمانية إلى المغرب جاءت في الظرف المناسب

الخارجية الألمانية أكدت اليوم في بيان أن المغرب يعد شريكا “مهما” بالنسبة لألمانيا والاتحاد الأوروبي، ويشكل أيضا جسرا نحو شمال إفريقيا وجنوب القارة

بيان الخارجية الألمانية يكرس موقف الاتحاد الأوربي في دعم التسوية السياسية لملف الصحراء في إطار الأمم المتحدة.

وينبغي أن نستحضر هنا، تأكيد الاتحاد الأوروبي دعمه لحل سياسي عادل وواقعي ومستدام في الصحراء المغربية، وفقا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

 من الأهمية بمكان أن تتبع بلدان أوربية أخرى نهج اسبانيا وألمانيا، فيما يخص دعم جهود المغرب في التسوية السياسية للنزاع المفتعل على قاعدة مقترح الحكم الذاتي.

 وأعتبرأنه في حال بادرت فرنسا إلى تغيير موقفها من الملف في اتجاه الدعم الصريح لمقترح الحكم الذاتي كحل وحيد وأوحد للنزاع المفتعل في الصحراء المغربية، فإن العديد من الدول الأخرى مثل إيطاليا ستسير في التوجه نفسه.

لقد كان للموقف الأميركي والإسباني تأثير قوي سهل مأمورية دول أوروبية وأفريقية وعربية لتبني مواقف مماثلة في دعم سيادة المغرب على الصحراء. وفي حال حدث تحول حاسم في الموقف الفرنسي، فإنه سيكون له صدى قوي داخل العديد من الدول الأخرى.

*رئيس اللجنة البرلمانية المشتركة المغرب-الاتحاد الأوروبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *