قدمت الروائية الفلسطينية إيمان الناطور، قراءة أدبية لرواية لعبة بوح بالجروح للروائية المغربية خديجة الزومي، حيث قالت على الرغم من قراءتي للكثير من كتب الأدب إلا أن هذه الرواية بالذات جذبت انتباهي وكل حواسي بطريقة مختلفة.
وأضافت الروائية إيمان الناطور، رواية (لعبة بوح بالجروح تبقى من أجمل ما قرأت من كتب الأدب لهذا العام حيث جاءت بتفاصيل يصعب على كاتب عادي أن يتعمق بين أمواجها ويصفها بهذه الدقة.
وأكدت الروائية الناطور وهي تتحدث عن رواية الأديبة والسياسية المغربية الزومي، لا شك بأن الكاتبة الروائية ومنذ بداية النص الروائي – موضوع القراءة – قد عملت” – وبطريقة فلسفية عجيبة – على بناء جسر من الصداقة المتينة مع القارئ (المتلقي) خاصة إذا كان أنثى تعاني من قيود التقاليد الظالمة؛ وقامت بعمل (شراكة) ومشاركة نفسية ووجدانية مع القارئ، ولم تكن هذه (الشراكة) مبنية على تسلط ” الكاتبة ” في فرض آرائها على ” المتلقي ” فرضاً .. بل كان يتم ذلك بالإقناع التام والقناعة بما تسرده ” الكاتبة ” من آراء وأفكار من خلال نصها الروائي.
إن أجمل ما قرأت من كتب الأدب لهذا العام هو رواية (لعبة بوح بالجروح) للكاتبة المغربية القديرة (خديجة الزومي) وعلى الرغم من قراءتي للكثير من كتب الأدب إلا أن هذه الرواية بالذات جذبت انتباهي وكل حواسي بطريقة مختلفة.
حيث جاءت بتفاصيل يصعب على كاتب عادي أن يتعمق بين أمواجها ويصفها بهذه الدقة. إنها فاجعة العادات والتقاليد الظالمة التي تزج بالبنت وراء قضبان الظلم فقط لأنها أنثى وكيف تنتهي بها إلى فاجعة أكبر قد تقضي عليها دون رحمة. إن القارئ لرواية (لعبة بوح بالجروح) سوف يلاحظ ومنذ بداية تناولها لأحداث ومجريات النص الروائي؛ مدى تمكن الروائية من أدواتها الفنية الأدبية؛ ابتداءً من طريقة السرد الأدبي وثراء الحصيلة والمفردات اللغوية ومتانة ترابط الأحداث ومدى سيطرة الكاتبة على شخوص وأبطال نصوصها والقدرة الهائلة على ” طول النفس ” في ” الوصف الإبداعي ” والسرد المسترسل مع عدم الإعادة الممجوجة والتكرارية الممقوتة.
لا شك بأن الكاتبة الروائية ومنذ بداية النص الروائي – موضوع القراءة – قد عملت” – وبطريقة فلسفية عجيبة – على بناء جسر من الصداقة المتينة مع القارئ (المتلقي) خاصة إذا كان أنثى تعاني من قيود التقاليد الظالمة ؛ وقامت بعمل ( شراكة ) ومشاركة نفسية ووجدانية مع القارئ، ولم تكن هذه ( الشراكة ) مبنية على تسلط ” الكاتبة ” في فرض آرائها على ” المتلقي ” فرضاً .. بل كان يتم ذلك بالإقناع التام والقناعة بما تسرده ” الكاتبة ” من آراء وأفكار من خلال نصها الروائي.
للكاتبة الروائية في روايتها (لعبة بوح بالجروح) أسلوب حاذق ومميز في طريقة تناولها للنص الروائي وبلغة راقية (بدون تكلف) وسلسة انسيابية (رغم قوتها وزخمها اللغوي) ولا تعتمد على طريقة أسلوب ” النص السردي ” التي يلجأ إليها الكثير من الأدباء والكتاب والروائيين.
في لحظات معينة؛ شعرت بأن لدى الكاتبة الروائية نزعة من الإغراق والإطالة في الوصف والتوصيف بشكل مطول؛ ولن أقول بأن هذا الأمر كان يثقل عليّ كقارئ (متلقِ)؛ ذلك ببساطة لأن هذه الإطالة كانت ضرورية من أجل خدمة النص الروائي ومن أجل توصيل الفكرة إلى القارئ والمتلقي بشكل جيد وواضح وليس بشكل مقتضب وضبابي .. وبالطبع فإن الكاتبة لم تكن تقصد الاستهانة بعقلية وتفكير القارئ (المتلقي) أو عجزه عن فهم الفكرة وإدراك المغزى من ورائها
شعرت وبحق بأن الكاتبة القديرة (خديجة الزومي) كانت تكتب بلغة عالية وبقدرة فائقة على تملك نواصي اللغة .. وبمفردات لغوية رائعة الجمال وراقية – بدون أي تكلف أو ابتذال –؛ وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على قوة ملكة الإبداع وسعة الاطلاع والقدرة الفائقة على تملك الكاتبة لأدواتها الفنية الأدبية واستعمالها بحذق ودراية وثقة ومقدرة عالية .. كل هذا بالطبع بدون أن يكون للكاتبة أي نظرة ” فوقية ” أو تعالٍ أو مجرد إحساس بأنها تتحدث للقارئ بثقافة فوقية.
لقد تطرقت الكاتبة من خلال نصها الإبداعي ” لعبة بوح بالجروح ” إلى قضية هامة وحساسة تمثل جانباً من ذلك الحدث الذي يدور في بلاد الشرق وهو ظلم العادات والتقاليد للمرأة أو البنت لمجرد أنها أنثى.
الكاتبة ومن خلال الرواية؛ اختارت وبعناية شريحة كأبطال لنصها الروائي بدقة وعناية وكأنها تمثل كافة شرائح المجتمع المغربي في حقبة زمنية مضت كما أنها اختارت وبعناية شريحة مميزة من مجتمع الحالة اليومية المعاشة في المجتمع الشرقي بشكل عام.
فمنذ البداية؛ كانت المقدمة السردية للرواية أكثر من رائعة وبأسلوب أدبي شيق يشد انتباه القارئ (المتلقي) وبشدة؛ وكانت الكاتبة موفقة جداً في اختيار موضوع اجتماعي حساس للتعامل معه أدبياً .. وعلى جانب كبير من الأهمية والتي انبثقت من الأحداث الحقيقية والتي جرت على أرض الواقع ” في حياة بطلة النص – كاتبة النص ” التي حاربت تقاليد المجتمع السرقي بالعلم حتى يقطت في شباك زوج أناني متزمت لا يستحقها قبل أن تنتهي حياتها لتكمل شخصية (أم هاني) الرواية.
لقد كان لاكتظاظ النص الروائي بالشخصيات العديدة أثره الفاعل في تفعيل النص وشخوصه وأحداثه.
وربما أن محور الشخصيات والأحداث كانت تدور حول شخصية أساسية؛ وهي التي كانت تدور حولها أحداث النص الروائي بشكل عام مع وجود العديد من الشخصيات في الصف الثاني؛ والتي لا يعني بالطبع بأنها شخصيات هامشية .. بل هي شخصيات (أساسية مكملة).
وثمة شخصيات ثانوية عديدة شاركت في إثراء النص الروائي يصعب حصرها في هذه العجالة وفي هذا المجال الضيق.
وتظل في النهاية .. هي (حرب بين الحرية المخلوقة في داخلنا وتقاليد المجتمع الشرقي الظالمة والبعيدة عن الكرامة التي أرادها الله للمرأة) وهذه الحرب لا تنتهي بانتهاء مرحلة معينة أو حقبة تاريخية معينة أو أشخاص معينين.
… وقبل أن أقوم بوضع اللمسات الأخيرة لإنهاء هذه ” القراءة التحليلية ” للنص الروائي” .. ” لعبة بوح بالجروح“..
أقول وفي النهاية أشعر بأنني قد استفدت كثيرا وتعلمت الكثير من ((القراءة التحليلية في الرواية))
وفي النهاية؛ كان لدينا نصًا روائيُا رائعًا و أدب راقٍ .. وكان بيننا كاتبة وأديبة وروائية – قديرة أكثر من رائعة وأكثر من راقٍية … تستحق كل التحية والتقدير والاحترام .. وتسير بخطىً واثقة على درب الأدب الروائي.
مع أجمل أمنياتي القلبية الخالصة لكاتبتنا وأديبتنا الراقية.. الكاتبة المبدعة / أ. خديجة الزومي رعاها الله ..
*إيمان الناطور روائية فلسطينية
*المصدر (أخبار الخليج)