*جواد مكرم
شرعت السلطات المغربية وسلطات الاحتلال الإسباني اليوم الثلاثاء في إجراءات إعادة فتح معابر مدينتي سبتة ومليلية المحتلين.
وظهرت وفق مصدر جريدة “Le12.ma”، آليات إزاحة الحواجز المتاريس التي سبق أن جرى نصبها قبالة معابر الثغرين المحتلين.
وتأتي هذه الترتيبات بينما يستعد بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الإسبانية غدا الأربعاء، لزيارة سبتة ومليلة المحتلين.
بيد أنه على الرغم من هذه التطورات، لازال الرأي العام في سبتة كما في مليلية وتطوان والناطور يجهلون التاريخ الرسمي لفتح المعابر.
بينما يعتقد البعض، وفق صحيفة “مليلية اليوم”، أن الموعد سيعرف بعد زيارة بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الإسبانية للمغرب في أبريل المقبل، يتوقع الكثير منهم أن تاريخ فتح المعابر لا يمكن أن يتخطى شهر يونيو المقبل، تحضيرًا لعملية “مرحبًا 2022” الصيف القادم.
وكانت السفيرة كريمة بنيعيش، قد تلقت الضوء الأخضر من السلطات العليا في المملكة من أجل العودة إلى الجلوس على كرسي سفارة المغرب في إسبانيا.
وذكر مصدر جريدة Le12.ma عربية، أن السفيرة المغربية حلت السبت في مدريد إيذانًا إستئناف مهامها الدبلوماسية في إسبانيا.
وأوضح مصدرنا، أن عودة التمثيل الدبلوماسي المغربي إلى إسبانيا يأتي في أعقاب تأكيد رئيس الحكومة الاسبانية في رسالة موجهة إلى جلالة الملك محمد السادس، أن “إسبانيا تعتبر المبادرة المغربية للحكم الذاتي هي الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف” حول الصحراء المغربية.
وكانت سفيرة المغرب قد عادت الى الرباط في مايو الماضي بدعوة من الحكومة المغربية، على خلفية إدخال السلطات الاسبانية زعيم البوليساريو بأوراق هوية مزورة من أجل العلاج، والافلات من الملاحقة القضائية بسبب تورطه في جرائم ضد الإنسانية.
وقال ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، وقتها، إنه تم استدعاء سفيرة المغرب في مدريد، كريمة بنيعيش، للتشاور بصلة مع الأزمة التي تعود إلى منتصف أبريل المنصرم، والتي تتمثل في استقبال إسبانيا للمدعو إبراهيم غالي، الذي لم يتلقّ المغرب بعدُ أي توضيحات أو ردود فعل بشأن الظروف والحيثيات التي تم فيها.
وصرّح بوريطة لوكالة المغرب العربي للأنباء بأن بنيعيش تلقت توجيهات استدعائها في الرباط من أجل التشاور إثر استدعائها إلى وزارة الشؤون الخارجية الإسبانية.
ووضّح المسؤول المغربي أن السلطات الإسبانية أمهلت للدبلوماسية المغربية نصف ساعة للحضور إلى وزارة الشؤون الخارجية، “وهو عمل غير مسبوق وغير مألوف في العلاقات بين دول جارة، ونادر في الممارسة الدبلوماسية”، مبرزا أن سفيرة المملكة المغربية “لا تتلقى تعليماتسوى من بلدها”.
وأكد رئيس الدبلوماسية المغربية أن الأزمة ستتواصل ما لم تتم تسوية سببها الحقيقي، مضيفا أن المغرب يرفض تلقّي هذا النوع من “التخويف”، القائم على “صور نمطية بائدة” وسيظل واضحا بشأن أصل هذه الأزمة والمسؤولين عنها مباشرة.
ويأتي عودة السفيرة المغربية لإستئناف مهامهما في مدريد، لتأكيد إنفراج الازمة بين الرباط ومدريد، وتدشي مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين.
و أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإسبانية، إيزابيل رودريغيز، أن تدشين مرحلة جديدة في العلاقات بين إسبانيا والمغرب هو “نبأ سار”.
وقالت رودريغيز، في حوار خصت به صحيفة “لاراثون”، نشر اليوم الأحد، “ينبغي أن نرحب بالنبأ السار المتمثل في تدشين هذه المرحلة الجديدة من العلاقات القائمة بين إسبانيا والمغرب، البلدان الجاران اللذان تجمعهما علاقات تاريخية”.
وأشارت المسؤولة الإسبانية إلى أن هذه المرحلة الجديدة “تضمن الاستقرار الضروري (…) وستمنحنا اليقين، إن على المستوى السياسي أومن حيث انعكاساتها الإيجابية على التجارة بين إسبانيا والمغرب”.
وقالت “لقد قمنا بتعهدات متبادلة وعملنا على احترامها: من بينها، الامتناع عن الإجراءات الأحادية، الحفاظ على تواصل سلس وصريح، قصد الاستمرار في تعزيز تدبير تدفقات الهجرة. المفتاح سيكون هو التعاون”.
الكنبوري: ظهور ملامح نبؤة تخلص إسبانيا من سبتة ومليلة (فيديو)
وبعد تجديد التأكيد على موقف بلادها بخصوص قضية الصحراء المغربية، أوضحت رودريغيز أن الاتفاق بين البلدين يكتسي “طابعا نموذجيا”، لاسيما في هذه الفترة المضطربة المطبوعة بالأزمة الأوكرانية.
وفي رسالة موجهة إلى جلالة الملك، أكد رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، أن “إسبانيا تعتبر المبادرة المغربية للحكم الذاتي هي الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف” حول الصحراء المغربية.
واعترافا “بأهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب”، شدد رئيس الحكومة الإسبانية على “الجهود الجادة وذات المصداقية التي يقوم بهاالمغرب في إطار الأمم المتحدة من أجل تسوية ترضي جميع الأطراف”.