محمد يعزا

 

اليوم 5 يونيو -حزيران 1967 الذكرى الـ52 للنكسة والهزيمة الحضارية للعرب..

النكسة لم تكن فقط هزيمة عسكرية شائنة، بل الأهم من ذلك أنها كانت هزيمة حضارية كاشفة لسياسة ممنهجة ومناخ سائد يعتمد على احتراف الكذب وتشويه الحقائق وتزييف الوقائع وتسويق الأوهام والتضليل، التي روجها إعلام أحمد سعيد في إذاعة “صوت العرب” وأنها “ستدك تل أبيب” و”ستلقي باليهود في البحر”.. وأن طائرات الميج السوفياتية تتحدى القدَر وأن طائرات العدو تتساقط كالذباب.. وقالوا إن موعدكم مع أم كلثوم في تل أبيب…

ولكنْ، بعد أيام، فوجئنا جميعا بأننا كنا مخدوعين، مضللين، وأننا خسرنا القدس وسيناء والجولان والضفة الغربية وغزة وأجزاء أخرى في 6 أيام فقط.

إنه اليوم الذي يذكّرنا، كل عام، بأن القمع والاستبداد والتطبيل والشعارات الجوفاء ونظريات المؤامرة وعسكرة المجتمع وإغلاق كل طرق التعبير والتغيير وسد كل المسارات والسبل وتجاهل الحريات وتكميم الأفواه والتضليل الإعلامي واعتقال كل من يعترض أو يختلف وتأليه حكم الفرد الديكتاتور.. ولا صوت يعلو على صوت المعركة واختيار أهل الثقة، وليس أهل الخبرة والمعرفة.. ما قاد الى النكسة والهزيمة العسكرية والتخلف العلمي والاقتصادي والاجتماعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *