واحدة من أشهر قضايا مكافحة الإرهاب في المغرب، ستقضي غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بقضايا مكافحة الإرهاب بملحقة محكمة الاستئناف في سلا خلال مارس 2019، بخمس سنوات حبسا نافذا في حق المدعو “أ. س.”، الملقب بـ”أبي سيف” المغربي
ينشر موقع “le12.ma” سلسلة حلقات حول حرب المغرب المفتوحة على الإرهاب تحت عنوان “الجريمة الإرهابية.. “دواعش” مسلحة في قبضة مخابرات المملكة”.
وترفع حلقات هذه السلسلة، الستار عما لا يعرفه المغاربة من حقائقَ وأسرار تخص خلايا “داعش” النائمة في هذه البلاد الآمنة. وتُسقط الحلقات، قناع “داعش” عن مغاربة وأجانب حملوا السّيوف والمسدسات لإقامة حكم “الدولة الإسلامية” في الأراضي المغربية. كما تروي قصص وحكايات ذئاب منفردة في قبضة “FBI المغرب”، من غرف تحليل المعلومات التابعة لأجهزة الداخلية، إلى تنفيذ قوات النخبة ضرباتها الاستباقية…
في حلقة اليوم، سنتعرف على واحدة من أشهر قصص مكافحة الإرهاب، إنها قصة المدعو “أ. س.”، الملقب بـ”إبي سيف”، التي تدور حكايتها بين معسكرات القاعدة وغرف التحقيق في كل من باريس والرباط.
ويعدّ المدعو “أبا سيف”، الذي دخل فرنسا مهاجرا سريا، وعُرف بائعا للخمور، وانتهى سجينا في جناح الإرهاب بسجن الزاكي بسلا، آخرَ مغاربة المهجر الذين سقطوا في تنظيم القاعدة، قبل ظهور “داعش”…
محمد سليكي
في واحدة من أشهر قضايا مكافحة الإرهاب في المغرب، ستقضي غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بقضايا مكافحة الإرهاب بملحقة محكمة الاستئناف في سلا خلال مارس 2019، بخمس سنوات حبسا نافذا في حق المدعو “أ. س.”، الملقب بـ”أبي سيف” المغربي لاتهامه بتزعم خلية إرهابية في المغرب انطلاقا من فرنسا، سبق أن هاجمت رجل الأمن أنور نواسي في الدار البيضاء واستولت على مسدسه الوظيفي وذخيرته الحية.
ستكشف الأبحاث القضائية، وقت اعتقال هذا المتهم، الذي قاتل في جبهات أفعانستان، عن علاقته بخلية المدعو يوسف التباعي، ذات الصلة بتنظيم القاعدة، والمكونة من 24 فردا، من بينهم أربعة سجناء سابقون كانوا قد أدينوا في قضايا إرهابية.
ستؤكد الأبحاث الأمنية والقضائية انخراط المتهم في المشروع الإرهابي الجماعي لخلية المسمى التباعي، والتي كان أفرادها عشية اعتقالهم “يستعدون لتنفيذ اغتيالات وأعمال تخريبية داخل الوطن، خاصة ضد أجهزة أمنية ومصالح أجنبية في المغرب”.
لقد ظل المتهم، لسنوات طويلة، محل ملاحقة دولية بموجب مذكرة بحث سبق أن وجهتها السلطات المغربية إلى الشرطة الدولية “إنتربول”، بعدما تمكن من السفر إلى تركيا وإيران، ومنها إلى أفغانستان، حيث حل بضيافة المدعو فاروق، بمضافة تابعة لتنظيم القاعدة في منطقة تسمى “جبل طهران”.
ستظهر التحقيقات أن المتهم حل بعد ذلك بمنطقة صحراوية تابعة لنفوذ طالبان في صحراء”هيرات” و”فراه”، وجرى مده بسلاح رشاش من نوع “كلاشنيكوف”، إذ سُجل له شريط فيديو بواسطة هاتف محمول أعلن خلاله ولاءه لتنظيم القاعدة، مهددا بمهاجمة مواقع مختلفة في أوربا.
ستبين التحقيقات كيف انخراط المتهم، الذي سبق أن دخل فرنسا مهاجرا سريا، في الإعداد، بمعية مقاتلي القاعدة، في نصب كمين بالألغام لقوات التحالف، قبل أن تعتقله السلطات الفرنسية ويُحكم حكم عليه بسبع سنوات قضى منها خمس سنوات ونصف بعد خضوعه لبرنامج تأهيل.
بمناسبة محاكمته في المغرب، سيؤكد المتهم، الذي سبق أن تاجر في الخمور بفرنسا، أمام قاضي التحقيق في محكمة الجنايات الابتدائية المكلفة بقضايا مكافحة الإرهاب بملحقة محكمة الاستئناف بسلا، بأنه لا علاقة له بأي تنظيم جهادي في المغرب، غير أنه أقر بمعرفته بالمدعو التباعي، الذي سبق للنيابة العامة أن اتهمت، في أبريل 2010، خليته بالوقوف وراء إرسال نشطاء مغاربة إلى أفغانستان والعراق والصومال، وارتباط بعض أفرادها بالقاعدة”.
على الرغم من التماس دفاع المتهم الحكم بسراح موكله، لكون التهم الموجهة إليه سبق أن حوكم من أجلها من قبل القضاء الفرنسي، الذي أدانه بسبع سنوات قضى منها خمسا ونصف بعد خضوعه لبرنامج تأهيل، ستقضي غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بقضايا مكافحة الإرهاب في ملحقة محكمة الاستئناف بسلا في حقه بسنتين حبسا نافذا.