le12.ma -إل. ز.

 

لم تكد تخفُت الضجة التي خلقها سيتكوم “البوي” لسعيد الناصري، عقب الاتهامات التي وُجّهت له حول “سرقة” فكرة السيتكوم من السلسلة الأمريكية الشهيرة “هو إيز ذو بوس”، حتى نشر السيناريست محمد نوماق تدوينة مطولة كشف فيها “حقائق مثيرة جدا وصادمة” عن سيعد الناصري، وخاصة في ارتباط بعمله الجديد “البوي”.

وغرّد نوماق، في تدوينة التي عنونها بـ“أنا والناصري والبوي” قائلا “منعني حبي له من حجب أفكاري عنه، كنت أفرغ جعبتي لديه بكل عفوية وتلقائية ظنا مني انه يبادلني نفس الشعور والتقدير.. “صديقي”، هكذا كان يرد علي عندما أهاتفه أو ألتقيه. كلما زرت مدينة الدار البيضاء لا أتردد في الاتصال به ورؤيته”.

وتابع نوماق “في 2016، ومع قرب حلول شهر رمضان، اتصل بي وسألني هل تستطيع كتابة سيتكوم، أجبته ضاحكا لا شيء يستعصي عليَ كتابته، قبل أن يجيبني: ”لدي سلسلة سيتكوم بدأتها وأريدك أن تتممها لتعرض في رمضان.. وبعث لي خمس حلقات من سلسلة “البوي” وكان أنذاك يعنونها ب”ـالخادمة وولد الناس” مع ملخص لها وتعريف بشخصياتها”..

وواصل السيناريست “عكفت على كتابة أربع حلقات وبعثتها إليه في بريده الإلكتروني، أعجب بها جدا ونوَّه بمهارتي في الكتابة ودعاني إلى الإسراع في إتمامها لأن الوقت يداهمنا… كتبتُ سبعة عشر حلقة، ثم توقفت لرغبتي في الحصول ولو على القليل من المال نظير عملي ولحاجتي أيضا.. وعندما أخبرته ألح علي في بعث كل ما كتبته وأخبرني بأنه ينتظر الدعم”…

وأضاف المتحدث ذاته في تدوينته “مرّ رمضان تلك السنة واعتذر مني بعلة أن الهيئة العليا للاتصال السمعي -البصري (الهاكا) تحاصره وترفض أعماله.. تقبلت الأمر ولم أبد له امتعاضي. وبعد ذلك بقليل اتصل بي والتمس مني أن أترجم له سيناريو من الفرنسية إلى الدارجة واللهجة المصرية.. قرأت السيناريو وقبل أن أبدأ في ترجمته أخبرته بأن السيناريو هجين ويفتقر إلى مقومات الدراما الهزلية الهادفة ويغيب عنه عنصر التشويق والإثارة.. هنا منحني الإذن في التصرف فيه وصياغته جيدا، مع المحافظة على نمط الناصري في التمثيل.. وكانت مدة شهرين تقريبا كافية لصياغة هذا العمل، الذي ضم ممثلين مصريين، ذكر لي حينذاك أنه ينسق مع مطرب مصري مشهور سيشاركه دور البطولة، إضافة إلى وجوه عربية أخرى. لم أفكر أبدا في تحفيظ العمل أو تسجيله لأنني لم أتصور أن سعيد الناصري سيغدر بي رغم تحذير عدد من الفنانين والمخرجين لي من التعامل معه.. كنت أبحث عن لقمة تسد رمق عيالي وتكفيني مد اليد والاستجداء وموطن قدم لكتاباتي في السيناريو، لأن ثقتي بقدراتي الإبداعية وسعة مخيلتي في الحبك الدرامي كانت تجعلني أرضى بالنزر القليل.. لم أطلب منه مقابلا لعملي، لأنه ظل يماطلني، مدعيا أن التصوير لم يبدأ بعد. ولما ضاق بي الحال وتراكمت فواتير الماء والكهرباء واصطفت قنينات الغاز أمامي قررت الذهاب إلى الدار البيضاء لرؤيته ورفع الخجل لطلب مستحقاتي منه.. كانت رغبته أن ألتقيه بعيدا عن المدينة القديمة حيت أستأجر غرفة في تلك الفنادق الرخيصة، غير مبال بظروف تنقلي على كرسي متحرك حتى ألقاه.. انتظرت كثيرا في إحدى محطات البنزين.. جاء في سيارته رباعية الدفع، لم يكلف نفسه عناء النزول منها.. فتح الزجاج وسلمني مبلغا، مدعيا أنه في عجلة من أمره”…

وواصل نوماق “كم كرهت حياتي وهذا المجال الذي أقحمت نفسي فيه ملتمسا العيش الكريم والرغد عند اطلاعي على المبلغ.. ست وريقات من فئة مائة درهم، لا غير.. بتُّ تلك الليلة والدموع تحاصر كبريائي واسترجعت شريط ذكرياتي معه لأكتشف أنه أجاد التمثيل عليَ، لم يكن حبا ولم يكن تقديرا ولا عطفا، كان استغلالا وسرقة… قررت أن أترك هذا الرجل وأتحرر من حبي له وإعجابي به“.

وأضاف نوماق “قبل بداية رمضان هذه السنة علمت، كغيري، عبر إعلانات أطلقها عبر قناته عن سلسلته الرمضانية “البوي”، التي تبت الآن على قناة شدى TV وأيضا عن فيلمه الجديد، استشاط غضبي وشعرت بالحكرة. حاولت الاتصال به وجدته منع اتصالي به (بلوكاني).. فتركت له رسالة عبر واتساب من رقم آخر، اتصل بي معاتبا وهدّأ روعي، بعد أن وعدني بأنه أحدث خلية للكتابة تضم اسمي بمعية شخص آخر، قال إنه أستاذ في المسرح سماه جعجع وآخر لم يذكر اسمه.. ووعدني بأنه يستضيفني في إحدى حلقاته كضيف وسيمكنني من كل مستحقاتي..رضيت بطرحه الذي جاء قبل أن تُبث الحلقات وانتظرت لعله يتصل ليدعوني إلى الحضور إلى مكان التصوير في الدار البيضاء كما وعد، لكن ذلك لم يحدث حتى هذه اللحظة؛ بل أكثر من ذاك أخبر أحد أصدقائي بأنه سيتصل بي ولم يفعل”.

وتحسّر نوماق في ختام تدوينته “أتابع أفكاري وبعض حواراتي تعرض لأنه عمد إلى تشويه الحلقات وتقزيمها إلى حد التفاهة والخواء، فصارت السلسلة مشوهة بلا فحوى وبدون موضوع أو رسالة، عكس ما كتبت، كل حلقة لها هدف وتوصل رسالة.. هذا سعيد الناصري، الذي يختبئ وراء ابتسامة مزيفة، مدعيا أنه ابن الشعب والناطق بتباريحه، حتى الفن لم يسلم من الفساد في هذا الوطن”…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *