إعداد: عبدو المراكشي
هي أسماء كثيرة حلّقت بعيدا عن أرض الوطن لتصنع تاريخها في المهجر. من الرياضة إلى السياسة، فالثقافة والبحث العلمي والاقتصاد وعلم الاجتماع.. أسماء لمعتْ في شتى الميادين، فرّقتها الجغرافيا ووحّدها اسم المغرب.. ونقدّم لكم لمحة عن بعضهم في هذه الفسحة الرمضانية.
في حوار مطول، قال ضيف ليلتنا في هذه الفسحة الرمضانية (الذي تعمّدنا ألا نشير إليه في العنوان) “حاسّ براسي” كلمة كبيرة ولكنْ من حقي أن أختار الصحافي الذي أمنحه الحوار. أنا أحترم الصحافي الذي يحترمني وأمنح الوقت لمن يستحقه من الصحافيين.. أييه، عندي حوايج خايبين درتهوم في حياتي.. ماشي كذوب، ولكن ما قمت به من خير وإنجازات أكثر بكثير.. الإنسان خطاء بطبعه ومن الخطأ نتعلم”.
لا شك في أنكم قد عرفتم بمن يتعلق الأمر. نعم، إنه بدر هاري، البطل المغربي -الهولندي المثير للجدل، الذي كان دوما في دائرة الأضواء. حتى وهو بعيد عن الحلبات، كان يحب مهنته.. مستعدّ، في أي لحظة، للضّربْ والجرحْ..
حمل البطل المغربي العالمي في «الكيكبوكسينغ»، العلم الوطني عاليا في المنتديات الدولية وكوّن ثروة كبيرة وقرر العودة إلى المغرب بصفة نهائية واختار الدار البيضاء مقرا لإقامته.
وُلد بدر هاري، المقاتل هولندي الجنسية ومغربي النسب في رياضة كيك بوكسينغ في بطولة الـ «كي-وان»، يوم 8 من دجنبر 1984. وتعود أصوله إلى حي الملاح في القنيطرة حيث كانت تقيم أسرته، بينما عاش طفولته في حي بير الرامي.
فاز بدر هاري، في مسيرته الرياضية، في 66 مباراة دولية، بينها 53 بالضربة القاضية، ومنها فوزه الشهير على السّويدي فيصل مسرار. في المقابل، خسر 7 نزالات فقط وتعادل في 14.
اكتشف موهبتَه مدربه الأول توم هازنغ، الذي اكتشفه مثلما اكتشف أبطالا آخرين، مثل بيتر أرتس وميلفين منهوف.
كُتبت خمس روايات عن حياة بدر هاري. وأنتج اليابانيون دمى تشبهه.. إنه الملاكم الهولندي ذو الأصول المغربية بدر هاري، «الفتى الذهبي» (The Golden Boy) الذي طالما أبهر في نزالاته القوية، التي غالبا ما ينهيها بالضربة القاضية (KO).
ظلت تربط بدر هاري، الهواري، ابن أولاد تايمة، علاقة “روحية ونفسية” مع المغرب، الذي ظل المتنفس الذي يلجأ إليه كلما اشتدت عليه الضغوط.
نُشرت أربع سير ذاتية حول حياة بدر هاري، منها كتابان مختلفان، بينما صدرت رواية خامسة في 2013 من تأليف الكاتب الهولندي المغربي عبد القادر بنعلي وحملت عنوان «الفتى الشقي». وتتناول الروايات الخمس بعض القصص التي توضح حياته المثيرة للجدل منذ طفولته.
وقد كشف المؤلف عبد القادر بنعلي للصحافة الهولندية أنه باشر محادثات مع أحد أشهر المخرجين السينمائيين الهولنديين، من أجل تحويل سيرة «بدر هاري» إلى فيلم سينمائي.
هو فتى تمكن من النجاة من مجتمع فاشل، فقد نجح بطريقته الخاصة حين فشل الآلاف من بني جلدته، الذين يقاسمونه الأصول ذاتها والوضع الاجتماعي ذاته، ولكن لا يقاسمونه النجومية نفسها ولا المصيرَ نفسه.
بخلاف بعض “النجوم” الذين ينسون بعد شهرتهم المبادرات الإنسانية والاجتماعية، عُرف على بدر هاري كبطل عالمي بامتياز نشاطه الخيري والاجتماعي. ولبدر هاري جمعية خيرية تحمل اسم «بدر هاري للأعمال الاجتماعية»، تنشط في المجال الخيري.
في 2018 بنى بدر هاري 12 صفا دراسيا وجهّزها في مدرسة ابتدائية في مدينته القنيطرة.
وكان له دور في تحسين صورة المغرب والتعريف به كبلد سلام وثقافة وحضارة من خلال صداقاته مع العديد مع نجوم الرياضة، الذين يزورون المغرب ويبدون استحسانا وإعجابا بثقافة وحضارة المغرب في مختلف وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
هو بطل صنَع الكثير من الفرجة فوق الحلبة وأيضا خارجها. طاردته أضواء الشّهرة حتى في الجوانب الخفية للحياة. وكان، دوما، مستعدّاً لـ”الضربْ والجْرحْ”…
