كان المقصود بـ”اللعب” ترسانة من الأسلحة والذخيرة الحية، وقد تولى المدعو الناظوري “أبّا البراء المغربي” بنفسه مهمة نقلها إلى أكادير، لذلك سيطلب من المسمى “أبا فارس” كراء شقة مفروشة، مخبرا إياه بأنه سيصل إليه في ساعة متأخرة من الليل، مرورا بالدار البيضاء.

 

ينشر موقع “le12.ma” سلسلة حلقات حول حرب المغرب المفتوحة على الإرهاب تحت عنوان “الجريمة الإرهابية.. “دواعش” مسلحة في قبضة مخابرات المملكة”.

وترفع حلقات هذه السلسلة، الستار عما لا يعرفه المغاربة من حقائقَ وأسرار تخص خلايا “داعش” النائمة في هذه البلاد الآمنة.

وتُسقط الحلقات، قناع “داعش” عن مغاربة وأجانب حملوا السّيوف والمسدسات لإقامة حكم “الدولة الإسلامية” في الأراضي المغربية. كما تروي قصص وحكايات ذئاب منفردة في قبضة “FBI المغرب”، من غرف تحليل المعلومات التابعة لأجهزة الداخلية، إلى تنفيذ قوات النخبة ضرباتها الاستباقية…

في هذه الحلقة سنتعرف على أطول ليلة في حياة” المدعو “أبي فارس”، قائد كتيبة “أحفاد بن تاشفين”، عندما إستفاق ذات صباح على وقع بنادق” البسيج” فوق رأسه وهو ممددا على سرير أسفله ترسانة من الأسلحة، كما سنتعرف على رحلة الرجل الثاني في هذه الخلية المدعو”أبا البراء المغربي”، من الجماعة المغراوية إلى الولاءات “الداعشية”.

 

محمد سليكي

 

في خضمّ التخطيط لهذه المشاريع الإرهابية، سيتوصل قائد كتيبة “أحفاد بن تاشفين”، المدعو “أبا فارس”، في منتصف مارس 2015،  من الريفي “أبا البراء المغربي”، برسالة على “واتس آپّ”، يخبره فيها بأن “اللـُّعَب” في طريقها إلى حيث يوجد في مدينة أكادير.

كان المقصود بـ”اللعب” ترسانة من الأسلحة والذخيرة الحية، وقد تولى المدعو الناظوري “أبّا البراء المغربي” بنفسه مهمة نقلها إلى أكادير، لذلك سيطلب من المسمى “أبا فارس” كراء شقة مفروشة، مخبرا إياه بأنه سيصل إليه في ساعة متأخرة من الليل، مرورا بالدار البيضاء.

سيصل الريفي “أبو البراء المغربي” إلى مدينة أكادير، وسيسلم “أبا فارس” حقيبة متوسطة الحجم من الأسلحة، تضم ستة مسدسات نارية ملفوفة في جرائد إسبانية، فضلا عن كمية كبيرة من الذخيرة الحية، ليغادر المكان ليلا.

بينما توجه “أبو فارس” إلى الشقة المكتراة لإخفاء هذه الترسانة الخطيرة من الأسلحة، معتقدا أن سرها لا يخرج عن الصف الأول من أعضاء خليته، كانت الأجهزة الاستخباراتية المعنية قد وضعت حركات وهمسات هذه الذئاب المنفردة تحت مجهر العين التي لا تنام منذ أكثر من خمسة شهور من تاريخ تفكيك هذا التنظيم الإرهابي.

لذلك لم يكن مفاجأ أن يستفيق هذا الذئب المنفرد وهو ممدد في إحدى الدور الآمنة في أكادير فوق سرير أسفله ترسانة من الأسلحة، على وقع توجيه فرقة من قوات النخبة بنادق “M .4″، أمريكية الصنع، صوب رأسه، آمرين إياه بالاستسلام دون حركة.

لم يمرَّ على توصل زعيم خلية “الدولة الإسلامية في المغرب الأقصى -أحفاد يوسف بن تاشفين” بهذه الأسلحة أكثر من 12 ساعة حتى صدر الأمر إلى فرق المكتب المركزي للتحقيقات القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، بالتحرك، جوا وبرا، نحو تنفيذ أمر تفكيك هذه الخلية المسلحة الخطيرة في تسع مدن مغربية، هي أكادير وطنجة والعيون وأبي الجعد وتيفلت ومراكش وتارودانت وعين حرودة والعيون الشرقية.

سيعترف المدعو “أبا فارس”، بعد اعتقاله في حالة تلبس بجريمة حيازة أسلحة نارية، بالمنسوب إليه وبالتخطيط لاستعمال الأسلحة لمهاجمة عناصر أمنية والاستيلاء على أسلحتها الوظيفية، في أفق تسليح كتيبته لتنفيذ علميات إرهابية نوعية، كما اعترف بأن المدعو “أبا عمر المغربي” شريكا له، وبأنه الرجل الثاني في هذا التنظيم الموالي لـ”داعش”.

يعود تاريخ الالتزام الديني للمدعو “أبا عمر المغربي”، وهو مسير نادي الإنترنيت الذي جرى إيقافه بنجاح في مدينة طنجة، إلى 2006، إذ في عز حرب المغرب على الخلايا النائمة لتنظيم القاعدة، كان “أبو عمر المغربي” ينهل من كتب دينية، منها “رجال حول الرسول” و”فقه السنة”، بعدما أصبح مدمنا على ولوج عدة مواقع جهادية، منها شبكة “الشموخ الإسلامية” و”التوحيد والجهاد.”…

ستجعل دعوات أسامة بن لادن وأبي مصعب الزرقاوي وأبي يحيى الليبي، وغيرهم من قادة الإرهاب، إلى الجهاد في بؤر الحرب بالعالم الإسلامي المدعو “أبا عمر المغربي” يغادر الجماعة السلفية المغراوية، معلنا تبنيه الفكر الجهادي، من خلال الدعاية، عبر” فيسوبك”، إلى العلميات الإرهابية للقاعدة، مستعملا اسما مستعارا هو “أبو عمر المغربي”.

لم يمنعه عدم تحقق حلمه في القتال تحت راية “القاعدة” من التعاطف مع تنظيم “جبهة النصرة” في سورية، قبل أن يعلن، عبر صفحة له في “فيسبوك” تسمى “عقيدة أهل الجنة”، في 2014، عن مبايعته تنظيمَ الدولة الإسلامية في العراق والشام، المعروفة باسم “داعش”.

# تنوية حقوق التأليف محصورة لموقع le12  كل تعد على حقوق المؤلف لهذا السلسلة دون إذن مكتوب يعرض صاحبه لمواجهة القانون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *