*فاطمة أبو ناجي
إن أسوء ما يمكن أن تمر به امرأة بعد فراق حبيب هو ممارستها جلد الروح، والندم على ما فات… و لعمري إن ذلك اطول طريق للتشافي، ففي كل تفصيل يومي إذكاء للألم، لوجع فراق لم توطن نفسها لتقبله. لا شيء خالد، هي حياة عابرة على اختلاف ألوانها. والعاقلة بيننا، نحن النساء، من لا تسحب روحها نحو النهاية لمجرد إنهاء علاقة مع إنسان قد تراه اليوم ظالما، لكنها قد تدرك، ولو بعد حين، أنه كان درسا عادلا في الحياة.. كان قنطرتها نحو أفضل نسخة منها: امرأة مستغنية متى ما استغنى عنها كل ما هو خارجي، أو اختل مؤشر الأمان.
استوقفني لكتابة ذلك، هذه الليلة، فيديو شيرين المطربة المصرية وظهورها حليقة الرأس. والسبب فراق رجل لطالما أعلنت حبها له وقالت، بسذاجة العشاق، انه يحبها اكثر من نفسه!
وجعها على خشبة المسرح، وهي تقول “انا فقت” ظاهر، وإن وقفت لتغني مشاعرها بلا شعر (بفتح الشين)
لا يا شيرين انك تفقدين الوعي وتغرقين نفسك اكثر، التخلي عن الآخر أو بالأحرى التحرر منه يكون بالتخلي عن أشياءه لا أشياءنا.
كان الله في عونك.
*صحفية متخصصة في الفنون