محمد التويجر

 

بغض النظر عن الأسباب والدواعي التي دفعت شاب حي السلام بسلا إلى اختراق الشاب للموكبين الملكي والبابوي، فإن الأمر خطير للغاية، لأنه يكشف هشاشة الاحتياطات الأمنية بالمعتمدة… والإشكال أن صور الحادث -الحدث نقلت بالمباشر إلى أزيد من مليار ونصف مشاهد (وفق إحصاءات عن دولة الفاتيكان).

أكيد أنه سيكون للحادث تبعات. الشاب يخضع حاليا للتحقيق لتحديد الجزاءات، أما رجال الأمن الذين وجدوا أنفسهم صدفة مسؤولين مباشرة على تقصير لم تكن لهم أية يد فيه، مؤدين ثمن تهور شخص ذنبه الوحيد أنه فقد الثقة في الخدمات الاجتماعية والصحية ببلاده فقرر “يدير شرع يديه”، فإنهم يتحسسون رؤوسهم تحسبا لمطرقة نازلة من فوق… مطرقة لا تأبه بأنهم يقضون طيلة يومهم وسواد ليلهم ساهرين حذرين، متفانين في عملهم لتفادي سيناريو مماثل، لكنهم مضطرون ليكونوا في طليعة من سيؤدي ثمن أخطاء الآخرين.
*****
من غير المقبول أن تجد رجل شرطة يؤدي مهمته، مترنحا من شدة الألم جراء معاناته “السياتيك”، نتيجة كثرة الوقوف في المدار لتيسير حركة المرور، دون أن يجد من يعوّضه.

*****

أن ينبت، بين عشية وضحاها، ساعات قبل زيارة بابا الفاتيكان إلى المغرب، مدار صغير قرب مؤسسة “ريضال” في شارع الحسن الثاني سلا، محتلا في تعنت سافر مكانه فوق سكة تمديد خط الترام، فتلك قمة العبقرية المغربية “بالمقلوب”…

الآن، وقد عاد البابا إلى موطنه الفاتيكان (أصغر دولة في العالم) فهلا بادرتم إلى إعادة الأمور إلى نصابها، أم أن المدار سيطاله النسيان، كما طال مشاريع عديدة؟
عذر بعض المسؤولين أكبر من الزلة: الأشغال لم تنته بعد ولا داعي للقلق، لأن المدار المؤقت سيحذف مجرد تشغيل الخط.

*****

ولأن الشيء بالشيء يذكّر، لماذا بناء ركيزة مشكلة من أطنان الحديد والإسمنت عند بداية طريق عين الحوالة، قدوما من حي السلام، قصد تثبيت قنطرة عبور الطرام الجديد في اتجاه شارع الزربية؟.. قبل أن يفاجأ المارة في الصباح الموالي بأنها هُدمت في جنح الظلام وصارت في خبر كان..
مشاهد غريبة عجيبة، تجسد العشوائية وعدم تفعيل مبدأَي المحاسبة والحرص على المال العام.

يقال، والله أعلم، إن الركيزة غادرت مؤقتا لفسح الطريق أمام البابا وإنها عائدة لا محالة، رغم أن تمركزها وسط الطريق يشكل خطرا محدقا على أرباب ومستعملي السيارت والشاحنات التي تمر من الطريق المذكور.

*****
أن يبقى مصاب في حادثة سير في شارع زربية، قريبا من مدار حي السلام في سلا، ملقى لمدة ساعة ونصف دون أن تحضر سيارة الإسعاف لنقله إلى المستشفى قصد تلقي العلاج، بدعوى أن السيارة إياها لم تعد بعدُ من مهمة مماثلة، فاعلم أن شعارات تقريب الخدمات الصحية من المواطنين مجرد فقاعات وخطاب استهلاكي لتلميع الصورة، ليس إلا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *