le12.maً -بوابة العين
بعد سرقتها من أحد اليخوت في جنوب فرنسا قبل 20 سنة، “ظهرت” في هولندا لوحة لبيكاسو يقدّر ثمنها بـ25 مليون أورو.
وقد أعيدت لوحة “بورتري دو دورا مار”، المعروفة أيضا باسم “تمثال امرأة نصفي -دورا مار”، بفضل عمليات بحث باشرتا خبير فني هولندي. وتمثل اللوحة إحدى عشيقات وملهمات الرسام الإسباني الشهير.
وكانت اللوحة، وهي من مجموعة بيكاسو الخاصة حتى وفاته في 1999، من يخت كان راسيا في “أنتيب “قرب مدينة كان الفرنسية.
وكان المراقبون وجامعو القطع الفنية قد فقدوا، بعد عقدين من عمليات البحث غير المجدية، الأمل في رؤية هذه اللوحة المفقودة مجددا، إلا أن خبير الفن الهولندي آرثر براند، الملقب بـ”إنديانا جونز الفن”، بفضل إنجازاته كمحقق، وضع اليد عليها بعد تحقيق استمر سنوات. وقال براند إن هذه اللوحة الزيتية سلمت منتصف مارس الجاري إلى شركة تأمين لم ترد الكشف عن اسمها.
وتوصّلَ براند، في 2012، إلى أن لوحة لبيكاسو مسروقة من يخت تُستخدم كـ”عملة تبادل” في صفقات غير قانونية في هولندا. وفي منتصف مارس طرق رجلان يعملان لحساب هولنديّ باب بيته في أمستردام ليلا وهما يحملان اللوحة.
وقال براند “كان بحوزتهما لوحة بيكاسو، التي يقدر سعرها بنحو 25 مليون أورو، ملفوفة بشراشف وأكياس قمامة سوداء”، مضيفا أنه صُدم إزاء الموقف، لأنه كان يجهل أن بحوزته لوحة مسروقة، ليبلّغ على الفور الشرطة في كل من هولندا وفرنسا.
وقد حاز براند شهرة عالمية في 2015 بعدما عثر في ألمانيا على حصانين مصنوعين من البرونز من توقيع يوزف ثوراك، أحد النحاتين الرسميين في “الرايخ الثالث” كانا يزينان مدخل المستشارية الألمانية في عهد هتلر في برلين قبل أن “يختفيا” بعد سقوط جدار برلين. وفي نونبر، وبعد عمليات بحث استمرت سنوات طويلة، سُمح للسلطات القبرصية باستعادة فسيفساء بيزنطية استثنائية هي جزء من عمل فني جداري سُرق من كنيسة قبرصية بعد الاجتياح التركي في 1974.
وقد دفعت سرقة لوحة بيكاسو، التي كان ثمنها يقدر بـ7 ملايين دولار تقريبا في تلك الفترة، أصحاب اليخوت الفخمة الرّاسية على الساحل الفرنسي إلى مراجعة الأنظمة الأمنية في مراكبهم. وبعد السرقة في 1999 لم تفض تحقيقات الشرطة الفرنسية إلى نتيجة وتم حفظ الملف.
وقال براند إن اللوحة راحت بعد ذلك تنقل من شخص إلى آخر في أوساط الاقتصاد غير الرسمي “وكانت تستخدم في غالب الأحيان كضمانة، لا سيما في تجارة المخدرات ومبيعات الأسلحة”، وأضاف “منذ عملية السرقة، تغير مالك اللوحة 10 مرات، وكان ينبغي التحرك بسرعة للحصول عليها، لأنها كانت على الأرجح في وضع سيء”.
وبعد أن نزع عنها الشرشف والأكياس، علق براند، الشغوف بالفن، اللوحة في شقته لتصبح واحدة من أغلى الشقق في أمستردام لليلة واحدة.
وغداة ذلك، توجّه خبير بأعمال بيكاسو من “غاليري بايس” في نيويورك إلى أمستردام للتحقق من صحة اللوحة، وبحضور ديك إيليس، المحقق البريطاني المتقاعد ومؤسس وحدة للفن والآثار في شرطة “سكوتلاند يارد”. واشتهر إيليس بعثوره على عدة أعمال مسروقة، منها “الصرخة” لإدفارد مونك، التي كانت قد سرقت من أوسلو في 1994.
وقال إيليس، الذي بات يدير شركة استشارات مقرها في لندن، “ما من شك أبدا في أنها لوحة بيكاسو المسروقة”. وقد أتى إلى أمستردام ممثلا لشركة التأمين، التي باتت تملك اللوحة المسروقة.