*حكيم بلمداحي
ذهبت لمقاطعة من أجل تصحيح الإمضاء لوثيقة.. وجدت أمامي بعض الناس جالسين ينتظرون.
خلف الزجاج موظفتان واحدة تنتظر شيئًا ما من مواطن واقف أمامها ويتحدثان عبر فتحة كافية لتسليم الوثائق أو تسلمها ..
موظفة أخرى منهمكة في شئ ما ربما أوراق لم اتبين الأمر، لكن لا أحد أمامها.
تقدمت منها وأخبرتها بأنني أرغب في تصحيح الإمضاء وسألتها هل أنا في المكتب الصحيح. حركت رأسها بالنفي دون أن تنظر جهتي..لم أفهم الحركة هل معناها أنني في المكان الخطأ.
حاولت الاستفسار مرة أخرى، رفعت رأسها هذه المرة ونظرت إلي وغمغمت بكلام لم أسمعه وكان وجهها عبوسا والشر يتطابر من عينيها..
قلت لها معذرة لم أسمع.
لم تجبني وواصلت تحريك يديها في الشئ الذي أمامها لم أتبينه ربما أوراق..
الموظفة التي كانت تجلس إلى جانبها ربما انتبهت إلى قلة حياء زميلتها وأجابتي بأنها قالت لي أن أنتظر بعض الوقت..
بدا لي الوضع غريبًا والمواطنون الذين ينتظرون متضايقين من شئ ما، أعتقد أنه عبوس تلك الموظفة وكآبتها..
انتبهت إلى أننا في الصباح ولا أعتقد أن حالتها تلك مرتبطة بعياء العمل.. من يدري ربما تحمل معها نكدها من مكان آخر ولسبب آخر..
قلت في نفسي ربما هي تعتقد أن المقاطعة ملكها أو على الأقل عرينها..
وقفت لبعض الوقت وخشيت أن أفقد أعصابي وقد شكها ازدحام الطريق..
قررت تغيير المكان والذهاب إلى مقاطعة أخرى.. أثناء انصرافي انتبهت إلى أرضية الإدارة كانت متسخة بشكل غريب..
انصرفت وخيرا فعلت.
اتجهت نحو مقاطعة أخرى.. استقبلني الحارس في الباب بابتسامة بددت مخاوفي وما أحمله من ضغينة من المقاطعة الأولى..
وجدت موظفة وموظفا.. بادرتهما بالسلام فردا التحية في وقت واحد مع ابتسامة ونظرة ود. اخبرتهما بغرضي، وفي الحين تسلما الورقة وعالجاها بطابع ورسم أديته لا يتجاوز درهمين ووقعت في كناشين وانتهى الأمر..
لم أستطع أن أكتم ما في قلبي من الموظفة العبوس القمطرير.
اخبرتهما بالقصة فإبتسما وقالا لي مرحبا بك عندنا في أي وقت..
هي الإدارة والسلام.
*كاتب -صحفي
كم وكم مثلها في الادارات