*مصطفى سلمى
أسهب صناع الدعاية في الجزائر و البوليساريو في تسويق أنهم سحبوا المغرب لفخ الكركرات للإجهاز عليه، بعد أن ظلوا ردحا من الزمن مكبلين باتفاقية وقف إطلاق النار.
لكن ما سوق أنه فخ نصب للمغرب، تبين لاحقا أنه كان مصيدة مغربية محكمة ساقت الأقدار إليها خصومه دون أن يدرون. أصبح بعدها هو صاحب المبادرة في إدارة النزاع تاركا خصومه يلهثون خلف تكتيكاته التي تفاجئهم كل حين.
فقد كان خصوم المغرب يطالبونه بالخروج من كامل الإقليم، فإذا بأقصى أمانيهم اليوم تنحصر في عودته 4 كيلومترات و نيف إلى الوراء.
فوائد مصيدة الكركرات على المغرب لم تنتهي عند هذا الحد، بل أخرجت جبهة البوليساريو من معادلة النزاع، و قضت على حلم الاستقلال و أعطت للمغرب الأفضلية التامة في إدارة النزاع.
استحواذ المغرب على كامل الصحراء النافعة بشريطها الساحلي الأطلسي، قوت من مركزية الحكم الذاتي في أية مفاوضات جادة مستقبلا، و أصبح بحكم الواقع أقصى وأيسر ما يمكن الوصول إليه.
كما عطلت أزمة الكركرات مناقشات العملية السياسية السنة الماضية والسنة القادمة و ربما ما بعدها من سنين، ما لم تراعى شروط و إملاءات المغرب.
فديميستورا المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، يستعد لبدء مشاوراته مع أطراف النزاع لعله يفلح في جمعهم على طاولة واحدة رغم التنافر الحاد الحاصل بينهم.
والشروط المسبقة التي طرحتها الجزائر و جبهة البوليساريو للتعاطي مع مسعاه وهم أصحاب المصلحة الاولى في إستئناف العملية السياسية، التي أخذ المغرب مقعده فيها قبل أن تبدأ في انتظار وصول بقية الفرق.
*معارض لقيادة جبهة البوليساريو