le12.ma

في تحدّ للحكومة، التي تندد بـ”العصيان” وتطالب بـ”عودة النظام”، دعا المحتجون من أصحاب “السترات الصفراء”، السوم السبت في فرنسا، إلى يوم تعبئة ثامن لـ”استنهاض” حركتهم بعد اعتقال أحد قادتهم المعروفين في الإعلام.

ودعا المحتجون إلى التظاهر في باريس والمقاطعات، في أول تعبئة للعام 2019، غير آبهين بـ”التنازلات” التي قدمتها الحكومة ولا النقاش الوطني الموسع الذي يبدأ في منتصف يناير الماضي لبحث المطالب.

وأعلن أصحاب “السترات الصفراء” عن تحرّكين كبيرين في العاصمة: مسيرة من مقر البلدية إلى الجمعية الوطنية (البرلمان) وتجمّع في شارع الشانزيلي، الذي كان مركزا للاحتجاجات في أيام التعبئة السابقة.

في السياق ذاته، اعتقل إريك درويي، أحد قادة التظاهرات المثير للجدل، مساء الأربعاء الماضي، قرب الشانزليزي، وأُخضِع للتحقيق عشر ساعات، ما أثار استنكار المعارضة والمحتجّين، الذين نددوا بهذا الإجراء “السياسي” وتوعدوا بأنهم “لن يقدموا أي تنازل”.

وسيشكّل هذا “الفصل” الجديد (الأسبوع الثامن) من التعبئة “اختبارا” للحركة الاحتجاجية غير المسبوقة التي تهز الحكومة الفرنسية منذ شهر ونصف، غير أنها أبدت مؤشرات “تراجع” خلال الأسابيع الأخيرة.

وكان ماكرون، الذي أضعفت هذه الحركة الاحتجاجية موقعه، قد أعلن، في 10 دجنبر المنصرم، سلسلة تدابير، أبرزها زيادة الحد الأدنى للأجور بنحو 100 أورو، كما وعد، في كلمته إلى الفرنسيين بمناسبة رأس السنة في 31 دجنبر 2018، بإعادة فرض “النظام الجمهوري”، لكنه لم ينجح في إخماد “الحركة”.

ومن جانبها، حذرت لجنة “فرنسا الغاضبة”، الممثلة للمحتجين، في رسالة مفتوحة إلى ماكرون تم بثّها مساء الخميس، من أن “الغضب سيتحول إلى حقد إذا واصلت، أنت وأمثالك، اعتبار عامة الشعب مجرد بائسين ومتسولين وعيديمي القيمة”.

وصعّدت الحكومة نبرتها إزاء هذا التصميم من “السترات الصفراء” على مواصلة الاحتجاج. وفي هذا الإطار، قال بنيامين غريفو، المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، أمس الجمعة، إن “هذه الحركة أصبحت بالنسبة لأولئك الذين لا يزالون نشطين فيها عملا يقوم به مثيرو الشغب الذين يريدون العصيان والإطاحة بالحكومة”.

أمّا وزير الداخلية فدعا قادة الشرطة في مختلف المناطق إلى “مواصلة إخلاء مئات نقط التجمع المتبقية على الطرق، ولو بالقوة”.. واقترحت حركة “فرنسا الغاضبة” على أنصارها أن يخلعوا “السترات الصفراء”، اليوم السبت، وينزلوا في الشارع كمواطنين، لا غير.

يشار إلى أنه منذ انطلاق الحركة، أصيب أكثر من 1500 شخص، بينهم 53 إصاباتهم خطيرة من جانب المتظاهرين، وحوالي 1100 من عناصر قوات الأمن. كما قتل عشرة أشخاص، معظمهم في حوادث سير وقعت نتيجة قطع الطرق وما يعقب ذلك من فوضى في السّير والجولان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *