بعدما فشلوا في قطع طريق معبر الكركارات بواسطة مرتزقة وضعوا حجارة لعرقلة مرور الشاحنات المغربية، فانقلب عليهم السحر وتحولت الطريق المتآكلة إلى طريق حقيقية لمرور قوافل الشاحنات المغربية المحملة بالسلع نحو العمق الأفريقي، هاهم اليوم يمرون لأسلوب جديد هو الترهيب بعد قتل سائقي شاحنتين مغربيتين في مالي رميا بالرصاص. 

الهدف من هذه الجريمة هو تخويف السائقين المغاربة الذين يقودون قوافل الشاحنات عبر طرق البلدان الأفريقية لضرب عصب التجارة والاقتصاد والتبادل التجاري بين المغرب وعمقه الافريقي، بدليل أن القتلة لم يسرقوا حمولة الشاحنتين. 

مالي هي الدولة الأقرب للجزائر وقد زارها رمطان لعمامرة وزير الخارجية الجزائري قبل أيام قليلة من وقوع الاعتداء واجتمع في سفارة الجزائر بمالي بأشخاص غرباء. بعد انسحاب القوات الفرنسية من مالي أخذت الجزائر مكانها في مهمة التدبير المفوض لمهمة ظاهرها محاربة الجماعات المسلحة وباطنها تدبير مهمة ضرب مصالح المغرب في أفريقيا، ومن يعود لوثائق هيلاري كلينتون سيجد أنها تتحدث عن دعم الجزائر للجماعات الارهابية المسلحة لضرب مصالح المغرب. 

مالي أصبحت منطقة خطرة للغاية خصوصا في الأشهر الثلاثة الأخيرة بعدما أصبحت قوافل الشاحنات تتعرض لهجومات مسلحة، راح ضحيتها سائقون من موريتانيا والسينغال، كل الدول خفضت من حضورها الدبلوماسي على أرض مالي وعلى المغرب التفكير في حل بديل لتوريد السلع لهذا البلد دون المغامرة بحياة سائقي الشاحنات المغاربة. 

ما حدث بمالي ليس عملا معزولا ويجب ربطه بأحداث أخرى لفهم الصورة بشكل أوضح، إذ قبل أيام قليلة حدث انقلاب في غينيا بقيادة عسكري لا تخفى ارتباطاته بالدولة الفرنسية العميقة تزامن مع تواجد المنتخب المغربي لكرة القدم بهذا البلد، ولولا تدخل الملك شخصيا لإعادة أفراد المنتخب سالمين آمنين إلى المغرب لكانت حصلت كارثة.  

قبل هذا بشهور تمت تصفية أحد الديبلوماسيين المغاربة ببوركينافاسو. وبين هذا وذاك هناك الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الجزائري العمامرة لموريطانيا ودعوتها لخلق ممر للجبهة الارهابية بوليساريو لخلق نقطة توتر بمدينة الكويرة. 

قبل أيام عرضت قناة M6 روبورتاجا ضمن برنامج enquête exclusive  حول رواندا اجتهد مقدمه ومعده لكي يظهر فيه أن هذا البلد الذي خرج من جبة الاستعمار الفرنكفوني واختار التوجه الأنجلوساكسوني يعيش أوضاعا اقتصادية صعبة، رغم أن الجميع يرى كيف استطاع الرئيس بول كغامي إخراج البلد من التخلف الذي تسببت فيه الحرب العرقية التي اعترفت فرنسا بمسؤوليتها فيها، وأصبح نموذجا يحتذى به في أفريقيا والدول النامية. 

لكن الحقد الفرنسي على كل من يتحرر من استعمارها يعني عيونها ويجعلها تكشر عن أنيابها دفاعا عن مستعمراتها التي تمتص دماء أبنائها وتنهب خيراتها.   

اليوم هناك حرب على المغرب ومصالحه في أفريقيا، وعندما نبحث عن المتضرر الأصلي من تمدد المغرب في العمق الأفريقي سنعرف من المستفيد من الجريمة. 

رشيد نيني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *