مواكبة: le12.ma
أطلقت المديرية الجهوية للفلاحة بجهة كلميم واد نون، اليوم الخميس، عملية غرس 48 ألف هكتار من الصبار المقاوم للحشرة القرمزية على مدى 10 سنوات المقبلة ضمن إستراتيجية “الجيل الأخضر”.
وسيتم خلال السنة الجارية على مستوى الجهة غرس 1300 هكتار من هذه الأصناف من المساحة الإجمالية 48 ألف هكتار المبرمجة.
وتندرج هذه العملية في إطار برنامج أعدته وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات في إطار الإستراتيجية الجديدة الجيل الأخضر، من أجل إحياء القطاع وإعادة إعمار مساحات الصبار التي دمرتها الحشرة القرمزية في مختلف مناطق المملكة.
وسيتم تنفيد هذا البرنامج في إطار مشاريع الفلاحة التضامنية على مساحة 120 ألف هكتار خلال الفترة 2021-2028.
وتم اليوم الخميس بمنطقة الفيجة بالجماعة الترابية الشاطئ الأبيض بإقليم كلميم غرس 4 هكتارات (2200 شتلة ) من أصناف الصبار المقاومة للحشرة القرمزية، على أن تستمر العملية بغرس 4 هكتارات أخرى (2200 شتلة) بمنطقة الزلاكيم بجماعة اصبويا بإقليم سيدي إفني.
وتتوزع هذه الأصناف على مرجانة Marjana، بلارة Belara، كرامة Karama، غالية Ghalia، أنجاد Angad، شراطية Cherratia، أكريا Akria، وملك زهار Melk Zhar.
وأكد رئيس قسم تنمية سلاسل الفلاحية بالمديرية الجهوية للفلاحة بكلميم واد نون، عبدالعزيز كبيري أن إطلاق مشروع غرس الصبار المقاوم للحشرة القرمزية يندرج في إطار برنامج أعدته الوزارة لاعادة إعمار المساحات المتضررة من هذه الحشرة، مشيرا إلى أنه تم برمجة غرس 48 ألف هكتار على مدى عشر سنوات في إطار مخطط الجيل الأخضر، منها 1300 هكتار مبرمجة خلال 2021 ، فيما سيتم برمجة المساحات المتبقية للسنوات المقبلة.
وأضاف أن هذه الأصناف تتميز بخصائص غذائية مميزة منها جودة الفاكهة، كما سيتم استغلال ألواح الصبار في علف الماشية.
من جهته، أبرز محمد العلوي، باحث بالمعهد الوطني للبحث الزراعي، في تصريح مماثل، أن الحشرة القرمزية ومنذ ظهورها عام 2014 تسببت في مجموعة من الأضرار لنبات الصبار في عدة مناطق بالمغرب ، مشيرا الى أن المعهد، ومنذ ظهور هذه الحشرة، خاض مع شركائه معركة “حارقة” ضد الحشرة من أجل تطويقها والحد من تكاثرها، وقام بعدة أبحاث تم خلالها تحديد 8 أصناف مقاومة لها.
وأضاف أن هذه الأصناف هي متوفرة بعدة مناطق بالمملكة، وجميعها لها مميزات غذائية وعلفية مهمة.
يذكر أن باحثين من المعهد الوطني للبحث الزراعي والمركز الدولي للبحث الفلاحي في المناطق القاحلة، تمكنوا، بمنطقة خميس الزمامرة (إقليم سيدي بنور)، من الوصول إلى 8 أنواع من نبتة الصبار تتميز بمقاومة عالية للحشرة القرمزية التي أفسدت خلال السنوات الثلاثة الماضية آلاف الهكتارات من الصبار بالمغرب. واستنادا إلى دراسة للمعهد، فإن الأصناف التي تختلف أوقات نضوجها، وتتميز بمقاومتها العالية للقرمزية، والغنية بالفيتامينات وبعضها بالآزوت أو النيتروجين، كما أن عدد منها يصلح علفا جيدا للماشية.
وشهدت سلسلة الصبار في إطار الفلاحة التضامنية، نموا كبيرا منذ اطلاق مخطط المغرب الأخضر سنة 2008، حيث تم غرس مساحات كبيرة في مختلف مناطق المملكة فاقت 45 ألف هكتار.
غير أن ظهور حشرة ضارة (الحشرة القرمزية المدمرة ) التي هاجمت مساحات واسعة من الصبار، على كامل التراب الوطني، كان له تأثير سلبي على تطوير هذه السلسلة.
وكان قد تم الإبلاغ عن هذه الحشرة لأول مرة بدوار سانية برجيج بإقليم سيدي بنور، حيث دمرت الحشرة القرمزية مجموع الإنتاج من الصبار بهذه المنطقة، لتنتشر بسرعة كبيرة وغير متوقعة إلى مناطق الإنتاج الأخرى عبر أنحاء البلاد.
ومباشرة بعد تشخيص هذه الآفة، تفاعلت الوزارة الوصية بشكل فوري معها من أجل احتواءها والحد من انتشارها. إلا أنه، في ظل عدم وجود حلول معروفة لمنع انتشارها ووقف الدمار الذي سببته الآفة على المستويين الوطني والدولي، وضعت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات خطة طوارئ رئيسية لمكافحة آفة الحشرة القرمزية سنة 2016.
وبالموازاة مع إجراءات المعالجة الكيميائية واقتلاع ودفن نباتات الصبار المصابة بالكامل، ركز البرنامج الذي طورته الوزارة على البحث العلمي المستهدف، ولا سيما من أجل انتقاء الأصناف المقاومة وتطوير منتجات المعالجة.
وقد تم إسناد هذا البرنامج للمعهد الوطني للبحث الزراعي بشراكة مع المكاتب الجهوية للاستثمار الفلاحي والمديريات الجهوية للفلاحة والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية والمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية.