*محمد سليكي

لاشك أن حقيقة عبارةالمغرب هربالتي يرددها الشارع المغاربي خاصة في الجزائر، باتت تتأكد من مناسبة لأخرى، بدليل ما حدث اليوم في قصر فاس، عندما أطلق الملك محمد السادس، مبادرة تصنيع لقاح مضاد لفيروس كورونا، في المملكة المغربية و بإستثمار ضخم، حمل رقم  500 مليون دولار.

حدث يجعلنا نقف عدة نقط تدعو كل مغربي إلى الفخر بالانتماء إلى مملكة محمد السادس، بل تجعل كل عربي وإفريقي يفخر كذلك لمشتركه مع المغرب والمغاربة.

في الحقيقة لا تسعف هذه الورقة للإحاطة بكل تلك النقط، لذلك سنقف عند نقطتين مهمتين.

الأولى، وهي أن مملكة محمد السادس، بتوقيعها لصفقة تصنيع مغربي للقاح وباستثمار ضخم مع شركة سينوفارم، التابعة للحكومة الصينية، تكون قد كرست سيادة وإستقلالية قرارتها في تنويع شراكاتها.

فلا يمكن أن تكون حرب تجارية باردة بين حليفك الولايات المتحدة الأمريكية  وغريمه الصين، وتوقع على صفقة ضخمة مع شركة تابعة لحكومة بكين، ما لم تكن مؤمنًا بإستقلالية قرارك السيادي..

النقطة الثانية، هي أن مقاربة الدولة المغربية، على مستوى تثمين وتمكين الكفاءات المغربية، ما بعد أزمة كورونا، ليست كالتي كانت من قبلها.

ذلك ما تؤكده إدارة الكفاءة المغربية سمير مشور ، بنجاح لهذه الصفقة التي جعلت العالم ينظر بإنبهار إلى خطوات بلادنا الواثقة نحو دخول نادي الدول الصاعدة، وهو مجهود لايمكن أن تسنده إلا حكومة بكفاءات بشبكة علاقات مع صناع القرار الدولي وليس صناع الاسلام السياسي.

أما خصوم المملكة والحالة هاته، فينطبق عليهم نكتة المسافرالعايقو روبو المطارالفايق“.

تقول الحكاية، جاء مسافر مسؤول إلى مطار محمد الخامس للمغادرة نحو بلده العربي، فوقف أمام روبو الارشادات، فسمعه يقول له السيد:”قادة حمال، رحلتك في الساعة الثانية، المرجو التوجه نحو التيرمنال رقم 1″.

عجب هذا المسافر الشقيق، وقال كيف تعرف الروبو على كل هذه المعلومات من خلال مسحة عين فقط، أكيد أن وراء القضية خدعةالمروك“.

استبدل الشاطر نظارته وقباعته وبعض من ملابسه، وعاد ليقف من جديد أمام الروبو إعتقادا منه أنه سيسمع معطيات / إرشادات غير تلك التي سبق أن سمعها.

وقف الشقيق، أمام الروبو من جديد، وسمعه يقول له مرة أخرى، السيد: ” قادة حمال، رحلتك في الساعة الثانية، المرجو التوجه نحوالتيرمنال رقم 1”.

عجب قادة، وقاده العناد ليضرب يد بيد، مرددًا عبارة: “لايمكن أن يهرب علينا المروك، لا بد أن أعيد تجربة الوقوف أمام روبو الارشادات المغربي، أكيد سيخطأ في المعلومات ويفتضح أمره.

وقف المسافر العربي الشقيقالعايقأمام الروبوالفايق، فسمعه يقول له هذه المرة :”أنت هو السيد قادة حمار، وليس قادة حمال، و تا سير راه الطايرة مشات عليك، وبقى حظيني أنا..”..

لذلك فالأساس في حدث قصر فاس، هو أن المغربهرب” على جميع المستويات عن جيرانه وخصومه وما يظنون.. وكرس ريادته وعراقته..

اللهم كثر حسادنا. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *