*سهيلة الريكي

 

لأول مرة في التاريخ، تنشر وزارة التربية الوطنية الأربعاء على موقعها الرسمي نماذج قديمة لإمتحانات مكيفة للسنة  الأولى باكالوريا.

ولمن يتساءل: وماذا بعد؟

هذه الامتحانات موجهة لذوي الاحتياجات الخاصة، وتقررت لأول مرة سنة 2018 ومنذ ذلك الوقت حتى اليوم، كان صعبًا جدًا إن لم يكن مستحيلا الحصول على هذه النماذج كي يشتغل عليها التلاميذ وأساتذتهم أثناء التحضير للاختبارات.

يعني تخيل أن يكون لديك إبن ماشاء الله لايعاني من إعاقة أو من اضطراب أو ماشابه، ولديه إمكانية اقتناء كتب تتضمن عددًا غير محدود من نماذج إختبارات وملخصات السنوات المنصرمة، والدخول إلى مواقع وقنوات تقدم دروس الدعم مجانا، أو التسجيل في حصص الدعم المدرسي، وقد تشتكي من طول المقرر أو صعوبة الامتحان أو من توتر الإبن مع اقتراب موعد الإمتحان (وهو أمر طبيعي ومعتاد).

تخيل معي لوهلة أن إبنك لديه  طيف توحد، أو تشتت الانتباه، أو الديسليكسيا أو عددًا من الاضطرابات المجتمعة، ويعاني الأمرين من أجل مسايرة إيقاع الدراسة بشكل عادي، ويبذل مجهودًا مضاعفًا مرتين أو ثلاثا كي يقترب من المستوى المتوسط، وطبعا لا يمكنه أن يستفيد من دروس الدعم، لأنها تتم في الأغلب بشكل كلاسيكي لا يفيده كثيرًا ، ولا يعثر في المكتبات على ملخصات الدروس معدة بشكل متناسب مع مؤهلاته ومقدراته، ولايستفيد من برامج الدعم المدرسي التي تبث على التلفزيون أو قنوات يوتيوب… والأدهى والأمر أنه لايعثر على نماذج الاختبارات المكيفة السابقة إلا في حالات جد نادرة وبالريق الناشف، وبالتالي ليست لديه إمكانية التدرب عليها أو الاستئناس بها.

لهذا تكتسي عملية النشر الأولى من نوعها، أهمية تستدعي التوقف عندها، في إنتظار تواصل النشر  لباقي المستويات، والتفكير في استكمال لبنات هذا الورش المجتمعي في أفق تحقيق  الإنصاف و تكافؤ الفرص.

*كاتبة صحفية

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *