الدار البيضاء –محمد الأمين اخبي

 

يلعب النظام الغذائي المتوازن والصحي في شهر الصيام دورا مهما في تحسين الأداء و الإنجاز الرياضي، إذ لا يمكن للأبطال الرياضيين  بلوغ ذلك في حال لم يحصلوا على كميات مناسبة من السعرات الحرارية والكربوهيدرات والسوائل والبروتينات والحديد والفيتامينات والمعادن الأخرى الضرورية.

و بالتالي فإن تحسين الأداء الرياضي في شهر رمضان يتطلب نظاما غذائيا خاصا ، مع ضرورة الحفاظ على فترات نوم منتظمة لتعويض العناصر والاحتياجات الغذائية للجسم، نظرا لاختلاف وتيرة الحياة والوجبات خلال هذا الشهر الفضيل.

وتختلف تغذية الرياضي بناء على السن والوزن والنوع (ذكر أم أنثى) ونوع الرياضة، والساعات التدريبية، كما أن التغذية في رمضان توزع كلها ما بين الإفطار والسحور عكس الأيام العادية التي توزع فيها على مدار اليوم.

وفي هذا السياق، يرى الأخصائي في التغذية الدكتور نبيل العياشي أن الاحتياجات اليومية لأي مكون غذائي كيفما كان ترتبط بمجموعة من العوامل منها السن والنوع والحركة، هذه الأخيرة تتحكم في احتياجات الانسان وهو ما يجعل الرياضي مختلفا عن الشخص العادي.

 وأوضح في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هناك مجموعة من الاختلافات بين حركة قليلة لمدة طويلة وحركة كثيرة في مدة قصيرة، وهي أمور تؤدي للاختلاف في احتياجات الشخص في ما يخص المكونات الغذائية كالبروتينات والسكريات والدهون والماء والأملاح المعدنية والفيتامينات، كما تختلف الاحتياجات بحسب مدة ممارسة الرياضة والوتيرة في الأسبوع.

 وأشار إلى أن النظام الغذائي يتم بحسب برنامج التداريب وحسب نوع الرياضة، مبرزا ان هناك تداريب تكتيكية وأخرى تتعلق باللياقة البدنية، و خلال لها يتم بذل مجهود أكثر ، تتزايد فيه السعرات الحرارية مقارنة مع المجهود المبذول في حصص التداريب التكتيكية.

 وسجل الأخصائي أن ممارسة الرياضة في الصباح والظهيرة في فترة الصيام تشكل خطورة لما يترتب عنها من اجتفاف وانخفاض في نسبة السكر في الدم ، مشددا على انه من الأفضل أن تكون في الفترة المسائية قبيل أدان المغرب لكون وجبة الافطار قريبة أو ساعتين بعد الإفطار.

 وفي هذا السياق ،شدد نبيل العياشي على أن الهدف من التغذية أثناء التداريب هو التخزين لمنح الطاقة، بالإضافة إلى استرجاع الجسم مافقده وتفادي الإصابات، ملاحظا ان النظام الغذائي الغير متوازن ،والمكون من سكريات اصطناعية بشكل كبير مقارنة مع الاحتياجات ،يزيد من خطورة الاصابات العضلية.

   و أضاف أن الحصول على فترات متواصلة وهادئة من النوم ليلا يعد أمرا أساسيا من أجل إعادة تنظيم الطاقة وتعزيز قدرة تحمل الجسم، فالتداريب وحدها لاتكفي لتحسين أداء الرياضي وتطوير مستواه.

 كما أبرز الخبير في التغذية أن وجبة الفطور تختلف بحسب الجدول الزمني للحصص التدريبية، موضحا ان وجبة الفطور بعد التداريب، تسمح للجسم باسترجاع مافقده، في حين أن وجبة الفطور قبل التداريب تهدف إلى التهييئ للتمارين الرياضية ، وتتطلب بعض المكونات الرئيسية من بينها السكريات السريعة وبعض الفيتامينات والأملاح المعدنية ، غير أنها لايجب أن تكون بكميات كبيرة لكي لاتؤثر على عمليات الهضم.

 وحث نبيل العياشي على الاهتمام بوجبة السحور باعتبارها الوجبة الأهم بعد الافطار، إذ كلما حافظ الرياضي على مخزونه كلما كان أفضل. ويستحب، بحسب المتحدث  ذاته ، أن تتكون وجبة السحور من نشويات كالخبز الكامل أو السفوف ومنتوج حليبي وزيت زيتون والعسل والتمر والفواكه الجافة بالإضافة للماء، مشيرا إلى أن الأمر يختلف على حسب الصنف الرياضي، لأنه ليس هناك برنامج غذائي عام لتطبيقه على الرياضات كلها بل هناك قواعد غذائية عامة.

 وفي ختام تصريحه نفى الدكتور العياشي بعض الشائعات والمغالطات التي تقول أن التغذية الجيدة مكلفة ، مشيرا إلى أن مجموعة من المواد  مغذية واقتصادية في آن واحد، كالخضر والفواكه الموسمية والقطاني وزيت الزيتون والتمر الذي يعد من بين الأغذية المهمة للرياضي لما له من فائدة بالنسبة للجسم فضلا عن ثمنه المناسب، مضيفا أنه ليس هناك غذاء كامل فالأغذية تتكامل فيما بينها.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *