طلحة جبريل

هل تتذكرون مؤتمرات القمم العربية، أكثر من ذلك هل تتذكرون آخر قمة لاتحاد المغرب العربي، ظني أن الناس لم تعد تتذكر متى سمعت آخر مرة خبراً يقول ” افتتحت اليوم أشغال القمة العربية” إذ لم تعد هناك قمم أصلاً .

عدت لاوراقي لأبحث متى انعقدت القمة التي ظهر فيها الهاتف المحمول، لإعداد ورقة عن هذه “المصيبة” التي أصبحت ترافقنا في كل مكان، ولا تنقل لنا سوى الأخبار السيئة  والمزعجة والزائفة.

أعود إلى القمم العربية وأنقل لكم ما سجلته في أوراقي الشخصية عن تعامل طريف مع  خبر عن افتتاح إحدى القمم.

خلال تلك القمة  وكانت تكتسي أهمية خاصة، لم يكن موعد بدء الاجتماعات قد تحدد وذلك لفسح المجال أمام”الاتصالات الجانبية” وهي دائماً حاسمة بالنسبة للقاءات العربية.لذا أضحى افتتاح جلسات القمة هو “الخبر” الذي ينتظره المراسلون، وحين أعلن عن ذلك ركضنا جميعاً نحو مركز الاتصالات (أيام الفاكس والهاتف) لبث الخبر . في تلك الأثناء سعى أحد الزملاء جاهداً الاتصال بمركز وكالة الأنباء التي يعمل معها، لكن الهاتف لم يستجب فخرج من مركز الاتصالات متذمراً وصعد الى غرفته ..لينام.

بعد أن نام الزميل ملء جفونه، وجاء الى المركز الصحفي، سألته  كيف سيبرر لوكالته عدم إرساله للخبر، كان جوابه كالتالي : جاؤوا إلى هنا ليجتمعوا، فإذا لم يجتمعوا كان هذا هو “الخبر” أما إذا اجتمعوا فلم يعد هناك خبر”.

تبرير سوريالي، لكن بعض الأمور تكون هكذا في دنيا الصحافة.تعمل أحيانا ليل نهار، وحين تجيء لحظة “الخبر” تحدث مفارقات عجيبة.

يصبح الأمر أكثر طرافة مع المصورين، عندما تحين لحظة التقاط الصورة النادرة والمعتبرة. مازلت أذكر ما حدث خلال مباراة كرة القدم بين المغرب وساحل العاج (كوت ديفوار)، كانت المباراة تقترب من”الثواني القاتلة” على حد تعبير الزملاء الرياضيين، والنتيجة هي التعادل. كان ضروريا أن يحرز المنتخب المغربي هدفاً ليضمن انتقاله الى المرحلة التالية.. الثواني تمر وكل من كان في الملعب يزداد توتراً، وفي “لحظة قاتلة”تقدم أحد المدافعين المغاربة ليسدد كرة صاروخية محرزاً الهدف الحاسم.

انتفض جميع من في الملعب بمن في ذلك الزملاء المصورين الذين أبهجهم الهدف إلى حد أن كاميراتهم طارت في السماء ونسوا مهمتهم. راحت الصحف في اليوم التالي تبحث عن صورة الهدف ولكن دون جدوى، فقد أضاع الهدف الصورة على الجميع.

لا أعرف حالياً الظروف التي يعمل فيها المصورون ، إذ من الواضح أن أوضاعهم ليست مريحة ، من جهة هناك ندرة الأحداث في ظل الإغلاق، ومن جهة أخرى لم تعد معظم الصحف ورقية وإلكترونية تهتم بالصورة، وتلك قصة طويلة .

كاتب- صحفي

رائع هذا المصور الذي التقط صورة للمصورين..قطعاً يستحق جائزة التصوير

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *