ع. الرزاق بوتمزّار
لا شكّ في أن رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، برفقة مصطفى الرميد، وزير حقوق الإنسان في حكومته، أفرطا في شرب الحْريرة الحامْضة وهما يزوران النقيب السابق عبد الرحمان بنعمرو لـ”التضامن معه”.. لقطة لا يمكن ان تتفتق عنها الا “عبقرية” إخوان العثماني.
أنك ْتضرب وتبكي وتسبق تْشكي.. ما عارْف هاد الناس كي تيفكَرو. وطبعا، لم يكن ممكنا أن يُفسَر الأمر، كما ذهب إلى ذلك معظم المتتبعين للشأن العامّ، إلا بكونه استخفافاً بالرّأي العام واستغفاله.
“تضامُن” فشي شكلْ مع النقيب السابق بنعمرو حاول من خلاله السيد رئيس الحكومة، رفقة وزيره مصطفى الرّميد، أن يُفهمانا، ربما، حسب ما فهمتْ (وْخودوني عْلى قدّ عقلي السيد الرئيس) أنه “لا علاقة” لكما ولا لحزبكما، بالتدخّل لفضّ الوقفة، ودليلكم على ذلك هذه الزيارة الـ… “التضامنية”. أودّي..
وطبعا، لك أن تؤكد أنك “ضد التطبيع” رغم أن اتفاقية إعادة إحياء العلاقات الثنائية بين المغرب وإسرائيل تحمل توقيعك تحديدا. وحاولْ أيضا أن تُعلن أنك “مع” مع القضية الفلسطينية وأنت توجّه تحية نضالية لنشطاء “عيد الأرض”.
ومْا فيها باس، على هاد الحْساب، وفي إطار هاد التوجّه “المحمود”، ومن بعد هاد الزيارة “التضامنية” مْع “النقيب” تستاجبو لواحد الطلب من شريحة واسعة من المتتبَعين، الذين يقترحون عليكم في “البيجيدي” أن يقوم رئيس الحكومة ووزيره الرميد بزيارات لبيوت كل “أساتذة التعاقد” الذين “كلاوْ سلخة” في شوارع وساحات العاصمة بأمر من حكومتكم الموقّرة تحديدا. وكمّلو عْلى خيرْكم وتّضامنو مْع اللي تقرّرت متابعتهم.
وبعد الانتهاء من التضامن مع “الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد” نطالبكم بالتضامن مع ضحايا سياساتكم الحكومية، وسيتطلَب منكم ذلك جهودا جبَارة، إذ يتعلق الأمر بالملايين ممّن فقدوا مناصب عملهم وتردّت أحوالهم وأوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية والنفسية.
وتقبَل الله تضامنكم، إذ ستتعاون كثيرا وأنتم تواسّون هذه الأعداد الكبيرة التي تعان،ي ومنذ سنوات، من البطالة وانعدام الفرص وانسداد الأفق. ولكم أن تتجلّدوا وتصبروا وتصطبروا وأنتم تسمعون شكاواهم عن نقص التجهيزات،ورداءة الخدمات الصحية وأحيانا انعدامها وخنقَ الأنفاس وقطع الأرزاق وتقييد التنقل.
شكرا السيد رئيس الحَكومة ووزير حقوق الإنسان في حكومتك، في كل الأحوال، على هذه الإطلالة، التي ستذكّرنا، على الأقلّ، بأن هناك انتخابات قريبة.. لكن الوضع يتدهور، مع الأسف، وتحتدّ مشاهد القمع والتنكيل.. واقيلا غيرْ سمحو لينا، باراكا منّكمْ، نجرّبو شي وجوه غيركم.