*زهير الداودي

منذ إقرار حكومة سعد الدين العثماني، يوم 11 مارس 2021، “مشروع قانون الإستعمالات المشروعة للقنب الهندي”، وأنا أضاعف جهد قراءة دراسات حديثة حول تجارب الدول التي أنتجت قيمة مضافة عالية من نبتة كانت محرمة في المغرب أن تجد إسرائيل في الطليعة، فتلك مفاجأة.

هناك تجارب مهمة كتجربة الاوروغواي، لكن  إسرائيل التي حاربها العرب بسبب احتلالها لفلسطين وأراض عربية أخرى، تحتل الآن طليعة صناعة “الحشيش الطبي”.

كيف؟

المشرعون الإسرائيليون تحلوا بالشجاعة للسماح باستخدام الحشيش عندما لم يكن الموضوع معروفا جيدا، ولم يكن الدليل العلمي كاملا.

بدأت إسرائيل في دراسة آثار القنب الهندي في بداية ستينيات القرن الماضي، عندما كان النبات لا يزال محظورا في كل أنحاء العالم تقريبا. بعد عقود من البحث العلمي، أصبحت إسرائيل اليوم في المقدمة على صعيد إنتاج الحشيش للإستخدام الطبي، وذلك بفضل سلسلة إنتاج عالية التقنية ومنظمة بدقة

مع وجود أكثر من 100 شركة ناشئة في مجال تخصص القنب الهندي لأغراض طبية وعلاجية، وصياغة برامج لجذب رؤوس الأموال الأجنبية الضخمة، وتوسيع هوامش التشبيك والشراكات العلمية بين الجامعات ومقاولات الصناعة الطبية، تستعد إسرائيل للمشاركة في سباقٍ متنامٍ من أجل سوق عالمية واعدة وجديدة.

صحيح أن إسرائيل تعتدي منذ 1948 على الحقوق العربية، وتحتل أرض فلسطين الغالية ، وتواصل تهويد القدس الصامدة …

لكن الصحيح أيضا هو أن إسرائيل، ومن داخل كل حروبها العسكرية والسياسية مع العرب، خاضت حرب البحث العلمي باقتدار وكفاءة، وربحتها. ومن يقول العكس، فهو كذاب في منتهى وعيه.

*كاتب صحفي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *