المصطفى الحروشي

 

وصلت الأسبوع قبل الماضي إلى ميناء أكادير، أول سفينة علمية مغربية، التي صنعها المغرب باليابان، متخصصة في رسم الحدود البحرية بدقة وفي مراقبة علمية متقدمة للثروات السمكية، وكذا إمكانيات علمية لتتبع الثروات البحرية المختلفة على عمق ألف متر.

وتراهن وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، على سفينة الأوقيانوغرافية الجديدة للبحث العلمي، لخلق طفرة قوية في الأبحاث العلمية المرتبطة بقطاع الصيد البحري، إذ ستمكن المعهد من تعميق أبحاثه المرتبطة بالمصايد والبيئة البحرية، بما يخدم الإستراتيجيات القطاعية مستقبلا.

وشرع في بناء سفينة “حسن المراكشي”، منذ سنة 2017، هي صناعة يابانية خالصة، أنجزت بالشراكة والتعاون بين الشركتين اليابانيتين “تويوتا تسوشو” و “ميتسوي شيب بولدينغ”، يصل طولها 48 مترا وعرضها 22 مترا. بكلفة بلغت 480 مليون دولار أمريكي (حوالي 4.3 ملايير درهم مغربي).

وأطلق الملك محمد السادس إسم  سفينة “الحسن المراكشي”، على السفينة العلمية، تكريما لذكرى عالم الرياضيات والفلك المغربي أبو علي الحسن بن علي بن عمر المراكشي، الذي عاش في عهد الموحدين بمراكش خلال في النصف الأول من القرن السابع الهجري، والذي يعتبر أول من وضع خطوط الطول وخطوط العرض على الخريطة.

كما وضع خريطة جديدة للمغرب الكبير، وصحح ما ورد من أخطاء بعض الجغرافيين القدامى؛ ولاسيما الخريطة التي رسمها بطلميوس؛ ثم وضع تقديراً جديداً وصحيحاً لطول البحر المتوسط وقدره (24درجة مئوية) بخلاف ما كان في تقدير بطلميوس، وتوفي سنة 1262 ميلادية، 660 هجرية.

وذكرت  مصادر علمية، أن السفينة العلمية “الحسن المراكشي”، ستغير تماما من معادلات التوازن البحري بين المغرب وإسبانيا، خاصة على مستوى الحدود البحرية بين البلدين، سواء على مستوى مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين بالمتوسط، أو على مستوى جزر الكناري بالمحيط الأطلسي.

وأضافت المصادر ذاتها،  أن السفينة العلمية تعتبر من أهم الآليات العلمية الحاسمة التي أصبح يتوفر عليها المغرب لتحديد عمق ومساحة جبل المعادن النفيسة جدا المكتشف في المياه البحرية الجنوبية المغربية شمال جزر الكناري قبالة سواحل طرفاية المغربية، الذي أصبح شهيرا باسم “جبل تروبيك”، الذي يضم قرابة نصف ثروات العالم من مواد معدنية نفيسة حاسمة في تطوير صناعة السيارات الكهربائية وفي صناعة ذاكرة الهواتف الذكية والحواسيب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *