le12.ma -و م ع

شهدت مراكش، اليوم الاثنين، افتتاح أشغال المؤتمر الحكومي الدولي لاعتماد الاتفاق العالمي للهجرة (10 -11 دجنبر) الذي تنظمه الأمم المتحدة، بحضور أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، وعدد من رؤساء الدول والحكومات.

وطبع الجلسةَ الافتتاحية للمؤتمر قراءة الرسالة التي وجهها الملك محمد السادس إلى المؤتمر، والتي تلاها رئيس الحكومة سعد الدين العثماني.

وشدّد الملك في هذه الرسالة على أن التحدي بالنسبة لمؤتمر مراكش يبقى هو إثبات مدى قدرة المجتمع الدولي على التضامن الجماعي والمسؤول بشأن قضية الهجرة، مبرزا أنه يتعين لهذه الغاية، احترام الحق السيادي لكل عضو في تحديد سياسته الخاصة في مجال الهجرة وتنفيذها.

وتابعت الرسالة الملكية أنه “من واجبنا، أيضا، أن نبرز أن تعددية الأطراف تتنافى مع سـياسة المقعد الفارغ، ومع التهرب من المسؤولية، واللامبالاة؛ بل تتطلب تضافر الجهود والالتزام في إطار الاختلاف”.

ووضّح الملك في رسالته إلى المؤتمرين أن “التحدي الذي يتعين على هذا المؤتمر رفعه يتجلى في تغليب منطق الوحدة على الشعبوية، بمختلف أشكالها، ورفض سياسة الانغلاق، واعتماد الحوار والتعاون الدولي للتوصل إلى حلول بنّاءة، لكسب الرهان الكبير لهذه الظاهرة”.

وتميزت الجلسة الافتتاحية، كذلك، بانتخاب ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، رئيسا للمؤتمر الحكومي الدولي المخصص لاعتماد الميثاق الدولي من أجل هجرة آمنة ومنظمة ومنتظمة.

وأعرب بوريطة، خلال افتتاح المؤتمر، عن شكره للثقة التي وضعتها الدول الأعضاء في المغرب بانتخابه رئيسا لهذا المؤتمر، معتبرا أن الرئاسة تعد تكليفا وازنا بقدر أهمية اللقاء متعدد الأطراف. وأكد أن المؤتمر التاريخي يعد تتويجا لمسار طويل من المفاوضات انطلق في 2016 من خلال تبني الأمم المتحدة إعلان نيويورك للاجئين والمهاجرين، مضيفا أن المؤتمر يجسّد انخراط المجتمع الدولي في مواجهة تحديات الهجرة.

وتميزت الجلسة، أيضا، بالمصادقة الرسمية على الاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية.

وأبرز الأمين العام للأمم المتحدة أن الميثاق الأممي لا يقتصر على السعي إلى مساعدة المهاجرين والمهاجرات، بل أيضا بلدان المنشأ وبلدان الاستقبال، مؤكدا أن الميثاق يشدد على أهمية اقتراح مزيد من القنوات القانونية لتمكين الولوج إلى فرص الشغل، وبالتالي الحد بطريقة ناجعة من الاتجار في البشر.

ويشهد مؤتمر مراكش، الذي يعد ثمرة عام ونصف من المفاوضات المكثفة، مشاركة ما لا يقل عن 150 بلدا عضوا، حسب الأمم المتحدة، التي تتوقع أيضا حضور ما لا يقل عن عشرين من رؤساء الدول والحكومات في هذا الموعد العالمي المهمّ.

كما شهد المؤتمر، الذي يروم تبني الممارسات الفضلى في مجال الهجرة في إطار احترام حقوق الإنسان وسيادة الدول، المصادقة الرسمية على الاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية، الذي يشكل -حسب لويز أربور، الأمينة العامة لهذا المؤتمر- “وثيقة أساسية من أجل ضمان تدبير أفضل لقضية الهجرة”.

يشار إلى أن الأمم المتحدة تبنّت إعلان نيويورك للاجئين والمهاجرين، الذي قررت الجمعية العامة من خلاله تطوير ميثاق عالمي من أجل هجرات آمنة ومنظمة ومنتظمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *