ذ. محمد سليكي 

 

يبدو أن حزب العدالة والتنمية، مقبل لامحال على الانقسام، ذلك ما توحي به ربما الأحداث المتلاحقة التي تهز من يوم لآخر كيان البيجيدي.

فبعدما ضرب زلزال توقيع سعد الدين العثماني، كرئيس للحكومة على وثيقة التطبيع مع إسرائيل،  بنيان الحزب الإسلاموي وشطره إلى معتزلة وخوارج وملاهيط نحو نيل الرضا المخزني، ها هي مصادقة الحكومة، على قانون “الكيف”، تدق آخر مسمار في نعش المرحوم البيجيدي.

مناسبة هذا الكلام، هو مرور كبيرهم الذي أذاقهم حلاوة لعلق عسل السلطة، عبد الاله ابن كيران، من تهديد إخوانه في الحكومة بالويل والثبور، من مغبة المصادقة على ما سماه بقانون “شرعنة المخدرات”، إلى تنفيذ الوعيد.

لم يمهل ابن كيران، وهو يذرف دموع الحسرة على فقدانه “سلطة الكلمة”، إخوانه في الحكومة كثيرًا، ليعلن براءته من مصادقتهم اليوم الخميس، في المجلس الحكومي، على مشروع قانون الاستعمال المشروع للقنب الهندي.

ابن كيران، سيقول في وثيقة إعلام للرأي العام، مكتوبة بخط يده انه قطع علاقاته مع سعد الدين العثماني، والمصطفى الرميد، وعزيز رباح، ومحمد امكراز، لمصادقتهم على مشروع قانون”الكيف”.

القيادي المؤسس لحزب “لامبة”، سيضيف في ذات الوثيقة التي حصلت جريدة “Le12.ma” على نسخة منها، أنه جمد عضويته في حزب العدالة والتنمية.

والظاهر أن موقف إبن كيران، هذا غير المسبوق في تاريخ الحزب، يعكس عمق الأزمة الهواياتية التي بات يعيش عليها التنظيم، منذ تهافت عناصر من قادته للحفاظ على الاستمتاع بشهوة السلطة.

ورغم  ما يعانيه، رئيس الحكومة الأسبق، من عزلة وفقدانه سلطة الكلمة تجاه تيار الإستوزار خادم المخزن بأي ثمن، فإنه لا يزال يتمتع بشعبية جارفة في صفوف الجيل الثالث من أبناء الحزب والحركة، حركة التوحيد والإصلاح أقصد.

فإلى جانب أتباعه كجناح فاس بزعامة، إدريس الأزمي، رئيس المجلس الوطني للحزب الغاضب من تيار الإستوزار، و جناح كازا بقيادة المقرئ أبوزيد، وجناح الشرق بزعامة “المجدوب” أفتاتي، وكذا جناح الصحراء بزعامة السيدة العراك..، فإن عبد الاله ابن كيران، يبسط هيمنته بالكامل على شبيبة البيجيدي، أو هكذا يبدو المشهد. 

فالكل، يتذكر كيف سارع حسن حمورو، قائد شبيبة الحزب الى تأييد وعيد ابن كيران، لتيار الاستوزار إن صادق على ما وصفه بقانون” شرعنة المخدرات”، بل إن حمورو، تعهد بإتباع ما يفتي به المتباكي على مسخ هوية حزب العدالة والتنمية.

لذلك، فإعلان ابن كيران، القطيعة مع تيار الاستوزار وتجميد عضويته بحزب “لامبة”، سيكون له ما بعده، وأن الاتباع من الصقور ومن مناهضي تقنين الكيف وشرب الخمور، لا يمكن الا أن يعلنوا ما أعلن عنه، كبيرهم، و الذي ما هو إلا بداية نهاية حزب كان صرحا من خيال فهوى، وقيام آخر في اليوم المنظور، مع الاعتذار لمبدع قصدة الأطلال، ابراهيم ناجي.

الأطلال، التي أبدعت كوكب الشرق أم كلثوم الأحب إلى قلب إبن كيران، في التغني بها.

ابكي يا ابن كيران “الأطلال”، وردد طول العمر، بيت: “يا فؤادي رحم الله البيجيدي.. كان صرحا من خيال فهوى”!!.

إيوا نوض على سلامتك آسي راه النهار طلع.

*بنكيران يغني لام كلثوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *