محمد سليكي

 

الظاهر أنه بات يتأكد من مناسبة لأخرى، أن الحزب الأغلبي، لم يعد تغوله يطال خصومه السياسين، بقدم ما إمتدت محاولته نحو الحكومة والبرلمان، كمؤسستين من مؤسسات الدولة.

ما حدث بالأمس في البرلمان، وما شرع في تنفيذه فريق “الإخوان” من إجراءات لجر مؤسسة مجلس النواب نحو المحكمة الدستورية، لهو، أمر مخز للجالسين على كرسي السلطة، من أصحاب شعار هذه فرصتنا لمواصلة “الترفاح”.

لقد فضح “القاسم الانتخابي”، مخطط الاستدراج التي تبناه الحزب الأغلبي، لتمريغ وجه الدولة في الوحل بمزاعم الترافع ضد الإساءة  للخيار الديمقراطي، كما لو أن البلاد عطلت المؤسسات وجمعت السلطة في يد الحزب الوحيد.

خطة إخوان صاحب قولة نحن قوم ما دون البغل وفوق الحمار”، مكشوفة ومفضوحة، ظاهرها زعم بالدفاع عن الإرادة الحرة للناخبين، وباطنها إعداد العدة للمعركة الكبرى لما بعد الطعن لدى القضاء الدستوري في مشروع قانون القاسم الانتخابي، أي يوم إعلان نتائج تشريعيات 2021.

الكل يتذكر كيف سارع كبيرهم الذي علمهم أكل الغلة و الطعن في الدولة وطحن دراويش الأمة، عيشة الانتخابات البرلمانية الماضية، إلى إعلان نتائج الفوز بالمعركة الانتخابية قبل أن تعلن ذلك وزارة الداخلية، بنية مقصودة لممارسة “الضغط العالي” على الدولة، وتوجيه الرأي العام نحو تقبل ما أعلن عنه من مقرات التنظيم، وليس ما ستعلن عنه وقتئذ مؤسسات الدولة المخولة.

والكل يتذكر، كيف أعطي الضوء الأخضر أو هكذا كان المشهد الممسوخ وقتها، لصقور وقنديلات بإطلاق لسان التهجم السليط على السلطة، المبلل بدموع الخديعة والمكر، من أجل حصر الداخلية في الزاوية وتأليب الشارع ضد الدولة.

لقد كان ما يمكن تسميته بمخطط “رابعة” جاهزًا للتنفيذ، على ما يبدو ولو لم تعلن الداخلية فوز الحزب المعلوم، وهو مخطط بدت تظهر ملامحه مجددا اليوم مع قضية القاسم الانتخابي.

لقد ظهر مؤشر إثارة القلاقل حول “القاسم”، عند  إجتماع وزير الداخلية مع الأحزاب.

وتلاه مؤشر التهديد مع تصدع أركان التنظيم بعد ورطة التطبيع.

وأتبع ببكائية التظلم من وهم تحريض السلطة، ما دفع بوزير الداخلية إلى الرد بحزم  وقوة عندما قال لمن يهمهم الامر : “باركا من البكا”، مع ما تتضمنه هذه العبارة من إمعان المتباكي في “التبوحيط”.

ومع انعقاد اجتماع طارئ الخميس الأخيرة لقيادة التنظيم، سيعلن في بلاغ رسمي رفض “مشروع القاسم الانتخابي” الذي جاءت به حكومة العثماني.

وسيظهر جليًا أنه ليس في “الجماعة” رجل حكيم، يخطب في “الملاهطة الإخوان”، “ان إتقوا الله في وطنكم”، بقدر ما ظهر بينهم، على مايبدو سوى من يقول في وجه إصلاح قانون الانتخابات :”لن نسلمك بزولتنا”.

إيوا نوض على سلامتك “آ رابعة”.

شاهد.. هشام المهاجري يفضح كل شيء:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *