بدر الإدريسي

يعيش عدد من  رواد مواقع التواصل(فايسبوك) من المغاربة،  منذ ساعات على إيقاع  أخبار متضاربة حول مزاعم وفاة المفكر و المؤرخ عبد الله العروي، بيد أن مصدر عائلي نفي لجريدة le12.ma عربية، هذا الإدعاء، موضحًا أن المتوفى قريب للمفكر العروي،  يحمل نفس الاسم،  ويشتغل إطارًا  بمؤسسة عمومية تابعة لوزارةالفلاحة.

وأعادت إشاعة وفاة المفكر العروي، إسمه وتاريخها ومواقفه الى الواجهة.

وبهذه المناسبة نسلط الضوء على جوانب كثير حول فكر ومسار وشخصية العروي من خلال إعادة نشر بورتريه لهذا الهرم  العربي الكبير سبق أن نشر بموقعالحزيزة“.

هو مؤرخ ومفكر مغربي، انشغل بالسياسية بضع سنوات ثم تركها وتفرغ للفكر والتدريس. ربط تحققالنهضة العربية بنقد فكر التراث واستيعاب فكر الحداثة، وركز أكثر على دراسة التاريخ. أغنى المكتبة العربية والفرنسية بأكثر من 30 مؤلفا.

المولد والنشأة

ولد عبد الله العروي يومنوفمبر 1933، في مدينة أزمور المغربية، لعائلة كان لها سلطة ونفوذ بالمنطقة فيالقرن الـ19، لكن لم يبق لها إلا بضعة أملاك واسم أطلق على حي في المدينة (درب العروي)، وقد توفيت والدته وهو في سن مبكرة.

الدراسة والتكوين

درس عبد الله العروي المرحلة الابتدائية والإعدادية في أزمور، ثم في مدينة مراكش، وحصل على البكالوريا في ثانوية مولاي يوسف بالرباط عام 1953.

وسافر إلى فرنسا لدراسة العلوم السياسية بمعهد الدراسات السياسية الشهير في باريس ، وتزامن حصوله علىالإجازة (البكالوريوس) مع حصول المغرب على  الاستقلال.

واصل دراسته العليا ونال دبلوم السلك الثالث في التاريخ عام 1958، وحصل عام 1963 على شهادةالتبريز” (أستاذ مبرّزفي الإسلاميات.

ساعدته إقامته في الولايات المتحدة الامريكية وعمله مدرسا (1967-1972)- على الاحتكاك بالثقافة الأنغلوسكسونية المبنية على التجريب والبراغماتية.

حصل عام 1976 في السوربون على دكتوراه الدولة عن أطروحةالأصول الاجتماعية والثقافية للوطنيةالمغربية: 1830-1912″.

المفكر تقاعد عن التدريس في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس في الرباط عام 2000 وتفرغ للتأليف والفكر.

كرسي العروي يٌعري دعاة تتفيه المجتمع ويفكك مفاهيم الدولة ويناقش اللغة والترجمة (شاهد ملخص المحاضرة)

التوجه الفكري

ربط عبد الله العروي تحقق النهضة العربية بنقد فكر التراث واستيعاب فكر الحداثة، وركز أكثر على دراسة التاريخ، وبرز ذلك بوضوح في كتبه، إذ انشغل أكثر بمسألة المنهج في تحليله ومعالجته لقضايا الفكر العربي و إشكالاته.

الوظائف والمسؤوليات

شغل مناصب متعددة، إذ عمل أستاذا زائرا في عدة جامعات فرنسية وأميركية، ومستشارا ثقافيا فيالسفارة المغربية بالقاهرة وباريس، كما كان أستاذا في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط.

كلفه الملك الحسن الثاني بشرح أبعاد وأهداف معاهدة الاتحاد العربي لافريقي مع ليبيا صيف 1984.

ونال عضوية أكاديمية المملكة المغربية في أبريل 1985، وعضوية المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان فيماي  1990 إلى دجنبر 2002.

انشغل العروي بهموم المجتمع والفكر رغم تقدم سنه، وسجل حضوره ومواقفه بقوة في القضايا والجدالات الكبرى التي  تشغل المجتمع المغربي والعربي، وآخرها موقفه الرافض لمقترح استعمال اللغة الدارجة في التعليم، معتبرا إياها عملية انتحارية.

التجربة السياسية

عاش تجربة سياسية بدأت في صفوف اليسار، ورافق المهدي بن بركة فترة غير قصيرة، وسافر معه في إطارحركة عدم الانحياز إلى عدد من الدول الغربية.

كانت بصمته واضحة في صياغة تقريرالاختيار الثوريالذي قدّمه بن بركة للمؤتمر الثاني للاتحادالوطني للقوات الشعبية (حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية) عام 1962.

ترشح في يونيو 1977 للانتخابات التشريعية في الدار البيضاء باسم حزب الاتحاد الاشتراكي، واختار بعدها أن يترك السياسة ويتفرغ للتدريس الجامعي وحقل الفكر والمعرفة، معتبرا أن من اكتسب تجربة سياسية عليه أن لا يحترفها لأنها ليست مهنة، متأثرا في ذلك بالتجربة الأميركية.

تركه للسياسة بالمفهوم الحزبي لم يحُل دون قيامه بأدوار سياسية في التسعينيات، من قبيل موافقته علىتكليف الملك الحسن الثاني له بالاتصال باليسار الفرنسي عام 1990 و1991، واستثمار علاقاته القديمة معه لتجاوز أزمة توتر العلاقات المغربية الفرنسية حينئذ.

سعى على عهد الحسن الثاني، لدى اليسار الأوروبي بشكل عام لإيقاف الحملة الإعلامية والسياسية على المغرب، ورافق الملك محمدالسادس لما كان وليا للعهد في زيارات أفريقية وآسيوية وأوروبية.

المؤلفات

تجاوزت مؤلفاته الثلاثين واهتمت بالتاريخ والفلسفة والفكر والرواية والسيرة الذاتية، وهي باللغة العربية والفرنسية، منهاالأيديولوجيا العربية المعاصرة، والعرب والفكر التاريخي، وأزمة المثقفين العرب،وأصول الوطنية المغربية، ومفهوم الأيديولوجيا، ومن ديوان السياسة“.

كتبت عن مؤلفاته عشرات المقالات، منهاالمثقف الانتقائي بين الدولة والديمقراطية، والعقلانية السياسية في فكر عبد الله العروي“.

الجوائز والأوسمة

حصل عبد الله العروي عام 2000 على جائزة كاتالونيا بإسبانيا، كما نال جائزة المغرب للكتاب عامي 1990 و1997.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *