من المؤكد أن نتائج الانتخابات الجزئية أمس بالراشيدية، تحمل أبعادا سياسية.. لذلك كان فوز الشاب حميد نوغو مرشح الإتحاد الاشتراكي بهذا المقعد يعني الكثير.
فالراشيدية تعتبر واحدة من أقوى معاقل العدالة والتنمية الانتخابية، وخلال الحملة الانتخابية كان قادة وأعضاء البيجيدي متأكدين من الفوز.. وكانوا يكتبون أن النتيجة ستخرس الأصوات التي تتوقع تراجع البيجبدي انتخابيًا بسبب كل ما وقع خلال الولاية الحكومية الحالية…
الاتحاد الاشتراكي قرر المغامرة بترشيح شاب في مواجهة خطين: خط الاحتياطي الانتخابي الذي يراهن على توظيف المشترك الديني، وخطورقة الأعيان.
اختار الاتحاد تمرين التشبيب، ومعه اختار كذاك المواجهة على أرضية “التمغربيت“.. فكان الشاب حميد نوغو المهموم بالقضية الأمازيغي في مواجهة من يحاولون فصل الإسلام المغربي عن محاضنه الأمازيغية بالمغرب لإلحاقه بأنماط تدين مشرقية..
ونجح الرهان..
قد يقول البعض، إنها انتخابات جزئية وفقط..
ولكن سياقا الزمان والمكان يقولان غير ذلك…
فالمكان هو الراشدية التي كانت تقدم على أنها قلعة حصينة للإسلام السياسي (رشحت العدالة والتنمية واحدًا من أكبر رموزها بالمنطقة).
والزمان: قبل ثمانية أشهر من الانتخابات الجماعية والبرلمانية.
لذلك ما وقع هو إشارة دالة على كون المواطنين فقدوا ثقتهم في إختيار معين، وأنهم يمكن أن يعيدوا التصويت للأحزاب الديموقراطية شريطة إختيارها بروفايلات ووجوه تتلاءم مع ما يطمحون له من تجديد للنخب ورهان على الفعالية .
*حنان رحاب