الرباط: le12.ma
كانت النساء يناضلن حتى عشرينيات القرن الماضي للحصول على حق التصويت والمساواة السياسية في الولايات المتحدة وفي بعض الدول الأوربية، لكن تدفقت مياه غزيرة تحت الجسر . إلى حد أن دخول امرأة البيت الأبيض نائباً للرئيس الأميركي أصبح مرجحاً، بعد أن اختار المرشح الديمقراطي جو بايدن كمالا هاريس للسباق الانتخابي.
هذه السيدة ستكون أول امرأة من أصول أفريقية آسيوية تترشح لهذا المنصب، وهي تعتبر حالياً من أشرس أعضاء الكونغرس، إذ غالباً ما”تبهدل” من خلال مداخلاتها في لجان الاستماع بمجلس الشيوخ أي أحد يمثُل أمام هذه اللجنة .إلى حد أن دونالد ترامب قال عنها إنها” فظيعة ووضيعة” و”سيئة” و”بغيضة” و”غير جديرة بالاحترام”.
ظني أن الصفات التي أطلقها ترامب على كمالا هاريس، تدخل في سياق التلاسن السياسي الحاد، وفي هذا السياق نعرف أن ترامب سبق له أن هاجم بلغة غير معتادة منارات الإعلام الأميركي وأتهمها بالكذب وترويج “الأخبار الزائفة” .
اخترت لكم ثلاثة من أقوال كمالا هاريس، ربما تبين بعض جوانب شخصيتها.تقول كامالا : “كان أمي تقول لي ربما تكونين أول من يفعل أشياء كثيرة ، لكن احرصي ألا تكوني الأخيرة”.تقول أيضاً ” نشأت لأكون امرأة مستقلة ، ولست ضحية لأي شيء”.وفي مجال اعتزازها بأصولها الجامايكية تقول :” لدي جميع القطع الموسيقية التي وضعها بوب مارلي”.
تعتبر كمالا هاريس في الوسط بين الجناحين اليساري والمعتدل داخل الحزب الديمقراطي ، بعض الأوساط تعتبرها “تقدمية”، وهي نفسها وصفت نفسها بأنها ” تقدمية” خلال فترة عملها محامية ومدعي عام في ولاية كاليفورنيا. حيث وقفت مع “الحريات الشخصية” والغاء عقوبة الإعدام لكنها لم تذهب في هذا المجال حتى نهاية الشوط”.
وعلى الرغم من أنها تتحدر من أصول أفريقية، لكن السود في ولاية كاليفورنيا يعتبرونها من المتشددين الذين كانوا وراء وضع قوانين جائرة بشأن الجريمة ، حيث تلاحق السود دائما تهمة النزوع نحو استعمال العنف و تهمة ارتكاب الجرائم.
على صعيد قضايا شمال أفريقيا والشرق الأوسط ، على الرغم من موقفها “المتعاطف” مع اسرائيل ، فإنها مؤيدة قوية لحل الدولتين ، وتعارض الاستيطان والضم، وتؤيد تقديم المساعدات الأميركية المتوقفة للفلسطينيين.لكن من المؤكد أن معرفتها بقضايا المنطقة محدودة جداً ، وهي على سبيل المثال زارت الهند بلد والدتها مرات ومرات، لكنها لم تزر قط أفريقيا أو منطقة الشرق الأوسط.
إذا فاز الديمقراطيون في الانتخابات المقبلة ستدخل كمالا هاريس التاريخ كأول إمرأة تشغل منصب نائب الرئيس، كما سبق أن دخله باراك أوباما كأول رئيس أسود و بشعاره المدوي” نعم نحن قادرون “(yes we can).
*طلحة جبريل صحافي وكاتب