الدار البيضاء-le12.ma

اعتبر نائب رئيس الاتحاد العام للمقاولات المغرب محمد بشيري، أمس الثلاثاء، أن إضفاء الطابع الإقليمي على منظومة الإنتاج على مستوى الفضاء الأورو – متوسطي وإفريقيا، يشكل فرصة بالنسبة للمغرب لمواجهة الآثار السلبية للعولمة.

وأوضح خلال ورشة نظمت عبر العالم الافتراضي حول موضوع ” إعادة تموقع المغرب في سلسلة القيمة الصناعية لما بعد أزمة كورونا” نظمت من قبل البنك الأوروبي لإعادة البناء والتنمية، والاتحاد العام لمقاولات المغرب، وبورصة الدار البيضاء، أن إضفاء الطابع الإقليمي على منظومة الإنتاج بالفضاء الأورو – متوسطي وإفريقيا يعد فرصة للمملكة ، من حيث زيادة وتنويع الطلب، وإدماج قطاعات الإنتاج وتطوير القدرات الابتكارية، خاصة في قطاعات الطاقة المتجددة والصناعة .

وأشار إلى أن الأزمة الصحية المرتبطة بكوفيدـ 19 كشفت عن ضعف العولمة القائمة على لجوء القوى الصناعية الكبرى إلى المناولين أو هياكل مركزة، مشيرا إلى أن هذه الأزمة أظهرت أيضا الصعوبات التي واجهتها المقاولات بخصوص انقطاع الإمدادات في العديد من القطاعات منها على الخصوص صناعة المواد الغذائية والأدوية والسيارات والنسيج .

وواصل أن ” في حالة المغرب، فإنه من الضروري مواكبة مختلف القطاعات في التحول إلى مهن عالمية جديدة والعمل بروح التكامل والإنتاج مع أوروبا، الشريك الرئيسي للمغرب “، لافتا إلى أن الإنتاج العالمي سيتجه إلى منطق خفض التكاليف، والتحكم في سلسلة اللوجستيك لضمان التحكم في القطاعات الاستراتيجية.

 ومن جانبه، أشار عبدو ديوب، عن مكتب مازا ( cabinet mazars ) إلى أن الأزمة الصحية المترتبة عن انتشار كوفيد 19 ، كشفت عن مخاطر جيواستراتيجية لها صلة بسلاسل القيمة عالمية، في شكلها الحالي، كما يبرز ذلك من انقطاع سلاسل التوريد لكبار المزودين العالميين بالنظر لاعتمادها الكبير على آسيا .

وذكر أن هذه الوضعية تسببت في العودة إلى الحمائية، حيث فرضت العديد من البلدان قيودا على استيراد المنتجات الأساسية في ظل الأزمة ، مضيفا أنها أدت أيضا إلى ظهور نماذج جيواستراتيجية جديدة لها علاقة سلاسل القيمة الصناعية.

وفي سياق متصل لفت إلى أن المغرب يتوفر على العديد من المؤهلات التي تمكنه من الاستفادة من إعادة تشكيل سلاسل القيمة، منها أساسا موقعه الجغرافي الاستراتيجي الذي يقع عند مفترق الطرق بين القارات، ومنظوماته الصناعية الموجودة أصلا ، مستحضرا أيضا الروابط التي أقامها المغرب خلال السنوات الأخيرة ، وشبكته القارية في إفريقيا.

وحسب ديوب فإنه من أجل النجاح في إعادة التموقع على المستوى العالمي، فإنه يتعين على المغرب التحلي باليقظة والاستباقية في أفق التوفر على عروض مناسب وجذاب، وكذا الاستثمار في البحث والتنمية ، وتأمين المواكبة المؤسساتية للنسيج الاقتصادي، واستغلال رافعات نظم الإنتاج الوطنية والإقليمية .

ومن جهته قال السيد عادل شيخي، المدير الإقليمي للبنك الأوروبي لإعادة البناء والتنمية ( Le directeur régional Corporate de la BERD )، إن إعادة تموضع سلاسل القيمة العالمية لن تستفيد منها سوى البلدان التي تستثمر في البحث والتنمية، وتكون لها في الوقت ذاته قدرة تنافسية من ناحية اللوجستيك ، مشددا على ضرورة زيادة الاستثمار في البحث والتنمية على المستوى الوطني في قطاعات مثل تكنولوجيا المعلومات .

 وقال إن الفيروس التاجي ( كوفيد 19 ) قد تسبب في أزمة صحية وإنسانية، وأيضا إنتاجية وذلك بالنظر لتوقف جزء كامل من الأنشطة الاقتصادية، ولا سيما الإنتاج المنظم عالميا .

 وتندرج هذه الورشة في إطار مبادرة  ( Back To Business ) التي أطلقها البنك الأوروبي لإعادة البناء والتنمية ، وضمن أنشطة الاتحاد العام لمقاولات المغرب وبورصة الدار البيضاء لمواكبة ودعم المقاولات المغربية في تدبير الأزمة ، وما بعد هذه الأزمة الناجمة عن وباء كوفيد-19.

 ووضعت هذه الورشة نصب عينيها تقديم حلول ملموسة وعملية وقابلة للتطبيق المباشر لفائدة المقاولات المغربية المتأثرة بالأزمة الحالية، وذلك في إطار هذه المبادرة التي تشمل ورشات عمل تلقي الضوء على القضايا المشتركة لمختلف القطاعات (سلاسل القيمة، والتصدير، والاقتصاد الدائري، وريادة الأعمال الشاملة، والاستشارات، وغيرها من القضايا)، فضلا عن قضايا قطاعية أكثر خصوصية وأهمية بالنسبة للاقتصاد المغربي (الصناعات الغذائية والخدمات اللوجستكيية وصناعة البلاستيك والسياحة،…).

و.م.ع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *