الرباط:le12

لا تزال واقعة الإستقالة التي هدد بها محمد اليوبي مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة في سياق الحديث عن تعديل، يعصف بالوزير الوصي على القطاع، خالد آيت الطالب، ترخي بظلالها على المشهد الإعلامي والسياسي المغربي، حيث كشف مصدر مطلع، أن الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، تدارست خلال إجتماعها الأخير، تقريرا مفصلا يخص الوضعية الوبائية في المغرب، والسيناريوهات الممكن تفعيلها لرفع الحجر الصحي، علاوة على الصراع الذي اندلع بين وزير الصحة،  والمدير المركزي المنتمي لذات التنظيم الحزبي.

ووفقا لنفس المصدر، فإن بعض أعضاء الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، تداولوا خلال اجتماع الأخير للأمانة العامة في الصراع الذي بلغ أوجه بين وزير الصحة خالد آيت الطالب، ومحمد اليوبي مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض، داخل وزارة الصحة، والذي دخلت فيه على الخط أطراف سياسية ومالية.

وثمن بعض قياديي حزب العدالة والتنمية بمن فيهم سعد الدين العثماني، المجهودات الجبارة التي بذلها ويبذلها محمد اليوبي في مواجهة جائحة “كوفيد19″ بالمغرب مهنئينه على عمله، ومستنكرين ما وصفوها بالدسائس التي تحاك ضده من طرف بعض الجهات خلال هذه الظرفية العصيبة التي تمر منها البلاد، وهو الذي أضحى وجها و”نجما إعلاميا” بارزا في مواجهة هذه الجائحة، بما يشكل دعما معنويا للمدير في خلافاته مع الوزير التقنوقراطي خالد آيت الطالب.

ولم يخف قياديون في البيجيدي ضرورة التفكير في الانقضاض على وزارة الصحة من خلال توزير محمد اليوبي مستقبلا عن حزبهم باعتباره مقربا منهم ومن مرجعيتهم، وانتقاما من كل الوزراء التقنوقراط وإظهار فشلهم وضعفهم السياسي والتواصلي. كما عبروا عن مساندتهم لمدير مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة في ما يتعرض له من ضغوطات من بعض الجهات التي تحاول كبح جماحه، وإجباره على الرضوخ لضغوطاتها.

غير أن المصدر ذاته، أكد أن وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان كانت له وجهة نظر مخالفة، إذ اعتبر أنه ورغم القرب بين محمد اليوبي والتيار الإسلامي إلا أن ذلك لا ينبغي أن يكون حجة للدفاع عنه ضد وزير يقوم بدور جبار في تحدي الوباء لفائدة صحة المغاربة. كما أن مصطفى الرميد حسب المصدر نفسه يرفض سياسة الضغط والتلويح بالاستقالة في ظرف حساس جدا وإنما الوضع يفترض التكامل والتضحية ونكران الذات.

حقائق صراعات المواقع بوزارة الصحة ومسلسل الإعفاءات..هل تحولت وزارة ايت الطالب الى فيرمة؟

ووفقا لنفس المصدر، فإن قيادة البيجيدي منتشية بالصراع الذي ظهر مؤخرا داخل قطاع الصحة، مما يعد حجة لإبعاد وزير تكنوقراطي داخل الحكومة واقتراح  محمد اليوبي مكانه تحت راية حزب الإسلاميين، وهو الذي حاول إخفاء انتمائه للتنظيم الإسلامي من خلال علاقاته المعروفة من زمن بعيد مع فقهاء وعائلات التوحيد والإصلاح التي تعتبر آلة لاستقطاب الأطر لفائدة الحزب.

يذكر أن  وزير الصحة  خالد آيت الطالب، ومنذ تقلده لهذا المنصب، إنزلق إلى اتخاذ عدة قرارات تفتقر إلى بصمة رجل دولة، ومنها إلحاحه غير المفهوم على تعيين صديقه كاتبا عاما للوزارة، ومباشرته إعفاءات عشوائية خلال جائحة كورونا شملت مسؤولين بالوزارة ومناديب جهويين وإقليمين حيث بلغ عدد المعفيين حوالي 40 مسؤولا إلى حد الآن .

وكان آخر ضحايا تلك القرارات الدكتور مولاي عبد المالك المنصوري، الذي فاجئ إعفاؤه من منصب مندوب الصحة بقلعة السراغنة، ممثل وزارة الداخلية بالإقليم، وجمعيات المجتمع المدني والرأي العام وشرفاء الأطر الطبية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *