جمال أزضوض

فرضت إجراءات الحجر الصّحي الذي يخضع له المغرب منذ مارس الماضي بسبب تداعيات إنتشار فيروس كورونا المستجد على المغاربة التأقلم مع العزلة والتباعد الاجتماعي، عملا بمبدأ الوقاية خير من العلاج. غير أن تعامل المغاربة مع الحجر الصّحي إختلف من شخص لآخر وخضع لدى العديد منهم للإبداع ومحاولة التقليص من تداعياته خاصة النفسية منها.

فبينما إختار البعض الأنزواء إلى مكتباتهم وإلتهام الكتب والرّوايات وبين من إختار إغناء رصيده السينمائي عبر متابعة عدد من الأعمال السينمائية العربية والغربية من الأفلام والمسلسلات عبر المنصات الإلكترونية المتعدّدة التي إنتعشت خلال هذه الفترة، قرّر البعض النبش في الماضي ومحاولة إحياء العلاقات المدرسية والجامعية والمهنية القديمة عبر تأسيس مجموعات فايسبوكية أثثت المشهد الاجتماعي عن بعد، جمعت بين زملاء الدّراسة والعمل بمختلف مراحلها وفي عدد مهم من المدن.

عدد كبير من “الفسابكة” المغاربة، توصّلوا على الأقل بدعوة واحدة إلى مجموعة تحمل إسما يستهل بـ”قدماء المؤسسة أو الجامعة الفلانية”، مجموعات إستطاعت أن تجمع في ظرف وجيز عدد لا يستهان به من الأعضاء وتحظى بتفاعل منقطع النظير.

في هذه المجموعات التواصلية الإفتراضية، يتشارك أعضاءها المقدّرين بالآلاف وفي بعضها مئات الآلاف، صور “الزمن الجميل”، وتبادل الذكريات وقصص من الماضي، بعضها إمتد إلى غاية بداية الثمانينيات من القرن الماضي، منشورات طبعت مرحلة من مراحل الدّراسة والعمل لدى زملاء فرّقتهم ظروف الحياة وجمعهم الحجر الصّحي وإن كان عن بعد.

ويرى عدد من أعضاء هذه المجموعات، حسب منشوراتهم، أن الحياة الاجتماعية الإفتراضية ساهمت ولو بشكل بسيط في التخفيف من وطأة الحجر الصحي وإجراءات التباعد الصّحية، مشيرين إلى أن هذه المجموعات خلقت لدى أعضاءها إحساساً بالإنتماء رغم إنعزالهم في الواقع، وهو الأمر الذي يحسّن، حسب المدونين، من نفسية الأشخاص والتأقلم مع الظرفية الرّاهنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *