*حسن البصري
في مثل هذا اليوم من عام 1990، ودعنا الإعلامي الرياضي نور الدين اكديرة، مات الرجل بمستشفى نيكير بالعاصمة الفرنسية باريس، بعد معاناة مع مرض القصور الكلوي.
دخل نور الدين مستشفى ابن سينا مكرها، فقد كان يهاب المرض، وحين طلب منه السفر إلى باريس لاستكمال العلاج زادت مخاوفه لأنه كان يخاف ركوب الطائرة، لكن الطبيب أقنعه بضرورة الخضوع لحصص تصفية الدم في فرنسا.
رافقه في رحلة العلاج رفيق دربه الإعلامي إبراهيم الفلكي، لكن يوما عن يوم يزداد الوضع الصحي تراجعا، وحين كانت باريس تحتفل بأعياد السنة الميلادية، توقف نبض اكديرة إلى الأبد.
زف الطبيب الجزائري الذي أشرف على علاجه الخبر للفلكي، وكشف له عن نوبات البكاء التي اجتاحت الإعلامي المغربي كلما شعر بدنو أجله.
قال التقرير الطبي إن الوفاة ناتجة عن نزيف في الدماغ، وأن الراحل كان يبكي من شدة الألم، قبل أن يدخل في غيبوبة، فارق على إثرها الحياة، وهو يضع على جانب سريره مجلات وصحف رياضية فرنسية كان يستأنس بقراءتها في خلوته المرضية.
فور وفاته حلت زوجته بباريس، وانتقل عباس الفاسي الذي كان سفيرا للمغرب في فرنسا بمصحة نيكير، وشرع الجميع في تدبير عملية ترحيل الجثمان إلى الرباط، حيث دفن في مقبرة الشهداء ومشى في جنازته منافقيه وعلى تقاسيم وجوههم أحزان مستعارة.
مات الرجل فقيرا إلا من حب الناس، بعد وفاته اكتشف الناس أن نور الدين لا يملك سكنا، بل يكتري شقة في زنقة عقبة بن نافع بحي أكدال، لم يكن يملك العقارات على غرار صحافي هذا الزمن، بل كان يعيش على الكفاف والعفاف، مستثمرا ماله القليل في تعليم ابنته هنيدة وابنه عمر الذي اختار دراسة الحقوق.
في أربعينية اكديرة تبين أن الذين بايعوا الراحل حين كان سيد الإعلام، قد غابوا عن تأبينه وأن بعض الحاضرين قرروا السطوا على الصور التي زينت حفلا باردا برودة شهر يناير.
كان اكديرة رئيسا لخلية الإعلام في الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لم يبايع رؤساء الجامعة واللجان المؤقتة، لم يصنع حوله “سيمي إعلامي” لم يؤسس فرقة صحافية متنقلة كما يفعل اليوم المسؤول الإعلامي لجامعة لقجع، لم يضع المتاريس في طريق الصحافيين الشرفاء أو ما تبقى منهم، فقد كان كديرة سفيرا للصحافيين معتمدا لدى الجامعة لا خليفة من زمن العباسيين تتلى في مجلسه قصائد المديح.
رحم الله رؤساء الخلايا الإعلامية للجامعة أحمد بونجمة ومصطفى الخودي ومحمد بوعبيد، وأطال الله عمر بلعيد بويميد ومراد المتوكل، وسامح الله حمالة الحطب..
