le12.ma
سُرقت هواتف العشرات من الممتحَنين في شهادة البكالوري داخل مركز للامتحان في مكناس، بعدما انتحل شخص، في أول أيام الامتحانات، صفة “مسؤول كبير” في وزارة التربية الوطنية من أجل سرقة هواتف المترشّحين لامتحانات الباكالوريا، مدّعيا أنه جرى انتدابه من المصالح المركزية للوزارة للمشاركة في حملة التصدّي لظاهرة الغش.
وقد توجه هذا “المسؤول”، صباح أول أمس الثلاثاء، إلى أحد مراكز إجراء اختبارات الباكالوريا وشرع في سحب الهواتف المحمولة من المترشحين في مدخل المؤسسة، بدعوى تطبيق قانون الغش، الذي يمنع إحضار الهواتف إلى قاعات الاختبار.
وقدم النصاب نفسه كمسؤول منتدب من مصالح الوزارة في الرباط للإسهام في حملة محاربة الغش أثناء اختبارات الباكالوريا. كما حرص على استعمال “وصفة” خطيرة للنصب والتحايل على المراقبين والتلاميذ في مدخل المؤسسة، حيث قدِم على متن سيارة وركَنها على مقربة من مدخل المركز، مرتديا بذلة رسمية سوداء، واضعا “بادج” على صدره يشير إلى معطيات خاصة بمسؤوليته في الوزارة، قبل أن يشرع في إجبار المترشحين والمترشحات على التخلي عن هواتفهم ولوحاتهم الإلكترونية التي كانوا يحملونها في جيبوهم ومحافظهم. وقد انطلت حيلة المتهم على الكثيرين منهم، ظانين أنه مسؤول كبير، مستغلا بنيته القوية ومظهره الخارجي “الرسمي”، الذي ساعده على إبعاد شبهة النصب عنه والشك في تصرّفاته.
واستغلّ النصاب الخطير أجواء الاختبار والاضطراب النفسي والتنظيمي التي ترافق اليوم الأول من الاختبارات، خاصة في مدخل المؤسسة، الذي يعجّ بالمترشحين وأولياء أمورهم، ليختفي من المكان، دون أن يفطن إليه أحد. وغادر المركز بعد أن استولى على أزيد من 20 هاتفا، غالبيتها من النوع الجيد، بحسب شكايات أصحابها الذين توافدوا تباعا على إدارة المؤسسة مباشرة بعد نهاية الاختبار، من أجل استرجاع هواتفهم المحمولة التي جرّدهم منها “مسؤول الوزارة الكبير”، الذي تبين أنه مزيف ومنتحل صفة ينظمها القانون.
وقد جرى تحويل شكايات الضحايا إلى النيابة العامة، التي استنفرت عناصر الشرطة القضائية في أمن مكناس من أجل فتح تحقيق عاجل في النازلة وإيقاف المتهم.
وينتظر أن تعتمد الأبحاث على تسجيلات الكاميرات في مدخل وزوايا المركز وكذا باقي الإمكانات المتوفرة لأجهزة التحقيق، مثل رصد الهواتف المحمولة التي تمت سرقتها، من أجل تحديد مكان المتهم والإحاطة بكل ملابسات هذه النازلة.
