يا وليد، ما عدا نايف أكرد، لا يوجد اسم قادر حالياً على حمل صفة الرسمية، وحتى الأسماء التي تم استدعاؤها يصعب الحديث عن أحقيتها بحمل قميص المنتخب الوطني.
* عمر الشرايبي
في البداية، أنت من تتحمل مسؤولية اختياراتك، ونحن سنتحمل ذلك ونحن ندعم المنتخب الوطني حتى 21 دجنبر، موعد أول امتحان.. حين يعز المرء أو يهان!.
طالبت بالدعم، ونحن سندعمك.. طالبت بالالتفاف الوطني، وسيتحقق لك ذلك ليلة مواجهة النيجر.
لكن، دعنا نتناقش كروياً الآن..
أنت خير العارفين أننا لم نعد نملك نفس “أسود” كأس العالم 2022، كما أن الخيارات البشرية المطروحة حالياً ليست بنفس القيمة الكروية التي كانت عليها قبل ثلاث سنوات، لا من حيث الجاهزية ولا التنافسية ولا اختيارات الأندية التي يمارس فيها اللاعبون حالياً.
بدايةً بمركز قلب الدفاع، فنحن نعاني وأنت أكدت ذلك في ندوة اليوم.
ما عدا نايف أكرد، لا يوجد اسم قادر حالياً على حمل صفة الرسمية، وحتى الأسماء التي تم استدعاؤها يصعب الحديث عن أحقيتها بحمل قميص المنتخب الوطني.
ليس أشرف داري وجواد اليميق من سيبعثان الثقة في نفوسنا، ولا حتى آدم ماسينا الذي تم الاستنجاد به قادر على سد هذا الخصاص، ولو ظهر اللاعب بإمكانيات محترمة تجعله خير بديل للقائد رومان سايس.
يجب أن نعترف مع الركراكي أننا فشلنا في تجهيز خلف للثنائية أكرد-سايس.
فحتى حين أتيحت لنا فرصة التعويض وتجريب أسماء أخرى، كنا نخطئ الاختيار، كما أخطأنا مع جمال حركاس وسامي مايي.
حتى على مستوى المنتخب الأولمبي لم نحضّر مدافعاً أوسط للمنتخب الأول، ولنا في أيت بودلال وبوكامير خير مثال.
ماذا لو قدّر الله وأصيب أكرد؟.
سنعاني دفاعياً يا وليد، ما عساك تفعل الآن؟ لقد فات الأوان.. سنكتفي بالدعاء!.
في خط وسط الميدان، نحن نمنح كل “الحب” للمقاتل سفيان أمرابط كلاعب كبير مرّ في المنتخب الوطني، لكن هل درستم حساسية الارتكاز على أمرابط لبناء منتخب مطالب بالتتويج بـ”الكان”؟.
هل فعلاً لدينا الشجاعة لنقول إن سفيان أمرابط ليس في مستوى اللعب أساسياً في المنتخب الوطني؟.
لا أحد سألك في الندوة عن ربيع حريمات.. لندع العاطفة جانباً!.
لا أحد سألك عن ريشاردسون وتيرغالين! ربما الأول يحتاج فقط إلى تنافسية ويبحث عن آفاق أخرى، لكن الثاني يلعب مع فينورد في هولندا.
القاسم المشترك هو الحفاظ أيضاً على نواة منتخب مستقبلي حين يصبح أمرابط في سن 31 أو 33 عاماً.
هل نعول على أسامة العزوزي الذي “تلاشى” كرويا؟!.. حتى الآن لم يعد للميادين من إصابة طويلة المدى!.
ماذا استفدنا من برونزية منتخب السكيتيوي الذي رافقته في باريس لحظة بلحظة؟.
نسيت أمراً مهماً.. أين هو زكرياء الواحدي؟ أفضل ظهير أيمن محترف حالياً في الدوريات الأوروبية بعد أشرف حكيمي؟.
قد نختلف في هذه النقطة نظراً لوفرة الأظهرة التي وقع عليها الاختيار (5 أظهرة من أصل 9 لاعبين في الدفاع)، رغم أننا نعلم أن لا رسمية في “الكان” سوى لحكيمي ومزراوي في الأظهرة، إلا إذا حدثت إصابات أو غيابات في اللحظات الأخيرة.
وليد.. كنتُ أفضل أن تترك أوناحي والخنوس يدبران أمورهما الشخصية ويبحثان عن فريق يمنحهما فرصة الحفاظ على التنافسية.
رغم أن قناعتي الشخصية هي أن أوناحي في طريقه للضياع الكروي بسبب “اختياراته ونمط عيشه”.
أوناحي خيرونا لن يكون أوناحي المونديال!.
إلياس بن الصغير؟ نعم، هو لاعب موهوب وله خامة فنية قد تفيد المنتخب الوطني، لكن الواقع أنه أصبح لاعباً بديلاً في منظومة فريق موناكو الفرنسي.
لعب 26 دقيقة أمام لوهافر و17 دقيقة أمام ليل في افتتاح الموسم الكروي الجديد.
وحتى وضع اسم اللاعب في اختيارات وسط الميدان لم يُسأل عنه الناخب الوطني في الندوة، علماً أن إلياس يشغل مركز الجناح الأيمن وكان يجب إدراج اسمه في خانة الجبهة الهجومية.
خط الهجوم.. أربعة رؤوس حربة مستدعاة (يوسف النصيري هو بنسبة 99 بالمئة من يحظى بثقة الركراكي)، فيما تغيب التنافسية عن دياز البديل مع ريال مدريد وأخوماش العائد من الإصابة.
تبقى نقطة الضوء في الاختيار هي أمين عدلي وشمس الدين الطالبي، ثنائي اختار أيضاً الدوري الإنجليزي الممتاز على أمل تألقهما ومنح القيمة المضافة للفريق الوطني.
في الواقع الحالي، قد نلتمس الأعذار للناخب الوطني، لكن من حقنا أن نتخوف من الوضع الراهن للمنتخب الوطني.
جميعنا نحلم أن نرى أشرف حكيمي يحمل كأس أمم إفريقيا.. لكن شتان بين الحلم والواقع!.
بالأحرى.. شتان بين الواقع والحب! .
