أقر وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، بوجود تحديات هيكلية عميقة تواجه المنظومة الصحية الوطنية، أبرزها العجز في الموارد البشرية الذي يُعد إرثاً للحكومات السابقة.
Le12.ma
أكد وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، أن المنظومة الصحية ببلادنا تواجه تحديات هيكلية موروثة عن الحكومات السابقة، مشيرا إلى أن من بين هذه التحديات مشكل العجز في الموارد البشرية، والذي شرعت الوزارة في تنفيذ خطة طموحة للتوسيع عرض التكويني لتجاوزه.
مضاعفة عدد مقاعد التكوين
وفي عرض له أمام لجنة القطاعات الاجتماعية بمجلس النواب أخيرا، أبرز المتحدث أن الرؤية الواضحة لوزارته في الاعتماد على التكوين لجسر الهوة، تتجسد ذلك في تحقيق عدد المقاعد البيداغوجية المخصصة للأطباء العامين ارتفاعًا مهما بلغ نسبة 142 في المائة، إذ انتقل من 2650 مقعداً سنة 2019 إلى 6500 مقعد سنة 2025.
وتناول الوزير، في عرضه حول “إصلاح المنظومة الصحية الوطنية”، إلى افتتاح كليات طب جديدة، جاءت لتعزز التغطية الترابية وتوسيع القدرة الاستيعابية، مشيرا بالأرقام إلى افتتاح 4 كليات للطب والصيدلة، ليصبح المجموع 9 كليات على الصعيد الوطني.
وأورد أن هذه الكليات تشمل كلا من مدن العيون (300 مقعد)، وكلميم (120 مقعدا)، وبني ملال (240 مقعدا)، وجهة درعة تافيلالت (200 مقعد).
كما تطرق العرض، إلى نمو تكوين الممرضين وتقنيي الصحة، لافتا إلى أن معاهد تكوين الممرضين وتقنيي الصحة شهدت طفرة، بارتفاع عدد المقاعد البيداغوجية فيها بنسبة 247 في المائة، منتقلاً من 2735 مقعداً سنة 2019 إلى 9500 مقعد سنة 2025.
زيادة التوظيف لتعزيز الأطقم الطبية
وقال وزير الصحة والحماية الاجتماعية، إن المجهودات الحكومية لتجاوز إرث قطاع الصحة لم تتوقف عند التكوين، بل شملت زيادة التوظيف لتعزيز الأطقم الحالية، لا فتا بالأرقام دائما إلى ارتفاع العدد الإجمالي للموارد البشرية الصحية بنسبة 30 في المائة خلال الفترة ما بين سنتي 2020-2025، منتقلا من 45.433 إلى 59.202 موظف.
ولفت إلى عدد قياسي للتوظيف في القطاع خلال سنة 2025، مسجلا خلق 6500 منصب إضافي، معتبرا أن ذلك يعكس العمل الكبير على تعويض الخصاص في القطاع. كما أعلن المتحدث أن تعيين الأطباء الاختصاصيين تطوراً لافتاً، حيث ارتفع عدد التعيينات من 179 تعيينا سنة 2020 إلى 1204 تعيينات سنة 2025.
وعرف عدد الممرضين وتقنيي الصحة من جهته، ارتفاعا مهما وفق التهراوي، بنسبة 29 في المائة خلال الفترة ذاتها، منتقلاً من 26.000 إلى ما يزيد عن 32.000.
وخلص وزير الصحة والحماية الاجتماعية، إلى أن هذه المعطيات تؤكد أن الوزارة تتبنى استراتيجية واضحة ومكلفة لمعالجة جذر مشكل الموارد البشرية الموروث عبر التكوين الداخلي المكثف، على أمل أن تساهم هذه الأعداد المتزايدة من الكفاءات في إحداث نقلة نوعية في جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.
