شاهدت أمس أول فيلم روائي طويل لمخرجة مغربية شابة اسمها كريمة كنوني، عنوانه : عزيزي الصغير.
في الفيلم وجدنا أنفسنا إزاء أحداث تعيشها فتاة شابة اسمها سارة تعمل في ورشة لميكانيك السيارات.
فهمنا عبر الحوارات بأن بطلة الفيلم بالموازاة مع عملها في ورشة الميكانيك، فهي تدرس في الكلية كي تصبح مهندسة، لكننا لم نر في الفيلم أي شيء يدل على ذلك.
ما راينا هو فتاة مغربية تشتغل ميكانيكية في ورشة لإصلاح السيارات، تتكلم الفرنسية بطلاقة، والدها منفصل عن والدتها ويعيش في وارزازات، وهي تعيش مع والدتها وشقيقها ٱدم المصاب باضطراب التوحد.
الأمر يتعلق بنفس فكرة فيلم “أوتيستو” للمخرج جيروم كوهن أوليفر الذي شاهدناه قبل ثلاثة أيام في المهرجان، مع اختلاف في طريقة التناول.
في فيلم أوتيستو، كنا إزاء معاناة يومية للأم مليكة مع ابنها المراهق ٱدم المصاب بالتوحد، والذي يفر من مركز للتأهيل الصحي والتربوي الذي كانت قد وضعته والدته فيه، ويذهب لزيارة قبر صديقه حارس المقبرة محمود بعدما أخبرته والدته بأنه توفي.
وفي فيلم عزيزي الصغير نجد أنفسنا إزاء معاناة الأخت في التواصل مع شقيقها ٱدم المصاب بالتوحد، وتضطر أن تسافر معه في رحلة على متن سيارة من أجل الالتقاء بوالدهما، وذلك بعدما تقوم بتهريبه من مركز للتأهيل الصحي والتربوي الذي وضعته والدتهما فيه قبل أن تسافر مع زوجها الثاني.
المزعج في فيلم عزيزي الصغير هو أنه تحول إلى فيلم إشهاري لمواد استهلاكية.
إن كانت شركة دانون الفرنسية قد استفادت من الإشهار في الفيلم من خلال مشهد واحد ظهرت فيه الأخت وهي تحث شقيقها ٱدم على أكل اليوغورت، مع ذكر اسم شركة دانون وإظهار علامتها التجاري، فإن إشهار شركة كوكاكولا كان خاتقا في الفيلم، بل كانت شركة كوكاكولا واحدة من أبطال الفيلم.
خذ كوكاكولا ديالك.
اشرب كوكا كولا قبل ما تسخن.
بغيت كوكاكولا.
هاك كوكاكولا.
كوكا كولا.
كوكا كولا.
كوكا كولا.
لقد تحول الفيلم إلى معرض لشركة كوكاكولا.
إشهار كوكا كولا بذاك الشكل المتواصل عبر مشاهد فيلم مستفيد من تسبيق عن المداخيل من صندوق دعم الاعمال السينمائية المغربية، هو أمر افقد السينما معناها الإبداعي وأسقطها في بؤرة الإشهار التجاري الفج.
مع الأسف.
وهذا ما كان.
* أحمد الدافري /ناقد سنيمائي
