رشيد الزبوري -le12.ma

عبد الرزاق العكاري، الرئيس الحالي للجنة المؤقتة المكلفة بإدارة الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة، حاصل على الدكتوراه وباحث في السياسات الرياضية، ومدير المعهد الملكي لتكوين الأطر بمعهد مولاي رشيد، منذ 29 فبراير 2016، وهو مركز يقوم بدور محوري في تكوين خيرة الأطر الرياضية الوطنية والمؤطرين العاملين في مجالات الشباب والطفولة وشؤون المرأة والبحث العلمي في مجال الرياضة.

ولعبد الرزاق العكاري -حسب موقع المعهد الملكي لتموين الأطر- عدة مؤلفات، منها “الصحافة الرياضية بالمغرب بين الهواية الاحتراف (1997) و”الرياضة بالمغرب في أفق حكامة جيدة” (2008) و”الحكامة الترابية للرياضة بالمغرب”.

ويعُدّ العكاري، في هذا الكتاب (348 صفحة) “الحكامة الترابية للرياضة” فرضية لتحقيق إقلاع رياضي وتطوير المنظومة الرياضية، بتوفير شرطَي مأسسة السياسة العمومية الموجهة للرياضة والتفعيل الحقيقي للبعد الترابي في ظلّ مشروع الجهوية الموسعة.

ومن وجهة نظر عبد الرزاق العكاري، يعدّ استحضار البعد الجغرافي، بتنوعه وتعدد أشكاله، أحد العوامل،  التي يمكن أن تفسر حالة الحذر والتردد في الانخراط في مسار تنمية جهوية موسعة.

كما أبرز العكاري الأدوار المتجددة للممارسة الرياضية باعتبارها عامل تعبئة ومواكبة لشتى المشاريع التنموية للمجتمع، وقام بتحليل وتشخيص واقع الممارسة الرياضية على المستوى الترابي، الذي يشهد كثرة المشاريع في غياب التنسيق. 

ويرى رئيس اللجنة الموقتة المكلفة بإدارة الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة ضرورة تفعيل المادة الـ26 من مقتضيات الدستور الجديد، بجعل الرياضة حقا لكل مواطن، ما يستدعي توسيع قاعدة ممارستها بتوفير كل الشروط المستلزمة، التي ترتبط بالحكامة بشقيها المعياري والتدبيري، معتبرا أن مضامين الرسالة الملكية حول الرياضة والإستراتيجية الوطنية في أفق 2020 كان لها بالغ الأثر في رصد الاختلالات الحقيقية ودعوتها الصريحة إلى تبني منظور الجهوية واللاتمركز في المجال الرياضي. 

وأكد الباحث في كتابه هذا أن تصاعد الاهتمام بالشأن الرياضي يرجع بالأساس إلى قدرته على استقطاب وإثارة اهتمام شريحة عريضة من السكان وكآلية للتعبئة الاجتماعية، ما يمكّن الجماعة من ملامسة السكان المستهدفين، وأن توجيه العناية بالرياضة لا يعد تبذيرا للمال العام، بل هو استثمار حقيقي له آثار إيجابية على الجماعة الترابية اقتصاديا (ارتفاع عدد ليالي المبيت بالفنادق والمطاعم وانتعاش التجارة المحلية وإحداث مناصب شغل جديدة) ما يفسر التنافس الحاد بين المدن العالمية على استقطاب تظاهرات دولية، رياضيا بتمكين المدينة من التوفر على تجهيزات رياضية مهمّة تشكل عنصرا أساسيا في توسيع قاعدة الممارسة وترسيخها كثقافة لدى المواطن، وتواصليا بما له من تبعات مفيدة على صورة المدينة بجعل اسمها أكثر تداولا على الصعيد القاري والعالمي، واجتماعيا وتربويا كعامل أساسي في تحقيق الربط الاجتماعي والتحفيز على التشبع بالقيم الأساسية للحياة وللمجتمع. 

وختم عبد الرزاق العكاري كتابه “الحكامة الترابية للرياضة بالمغرب” بجملة من المقترحات العملية التي تتوخى جعل الرياضة عاملا مساهما في التنمية الشمولية للتراب، بخلق علاقة ربط بين الرياضة ومشروع تنمية شاملة للتراب، مع ضمان التقائية السياسات العمومية الرياضية ومأسسة الفعل التنموي للرياضة ترابيا، دون تناسي إعادة صياغة الإطار القانوني بكيفية يكون معها أكثر تحفيزا للرياضة ترابيا وعلى وجه الخصوص تقوية دور وحضور الجماعات الترابية في تطوير الممارسة الرياضية.

واعتمد الكاتب في دراسته على بحوث ميدانية وسلسلة لقاءات مع فاعلين محليين همّت 12 مدينة في أربع جهات تتمحور حول واقع الرياضة على المستوى الترابي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *