كان يوم الجمعة يومًا “تاريخيًا” بكل المقاييس… أو هكذا أراد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن يوهمنا، ففي لقائه الإعلامي الدوري، أطلق تبون قنبلة من العيار الثقيل، معلنًا بكل فخر انضمام الجزائر إلى مجموعة العشرين (G-20)، التي تضم أقوى الاقتصادات العالمية.

إ. لكبيش / Le12.ma

أدهش الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، الرأي العام بتصريح غير متوقع يوم الجمعة خلال لقائه الإعلامي الدوري، حيث أعلن عضوية الجزائر في مجموعة العشرين (G-20) التي تجمع أقوى الاقتصادات العالمية.

هذا الإعلان، الذي سارع المتابعون ووسائل الإعلام إلى التشكيك فيه، تحول بسرعة من محاولة لـ “زرع الفخر الوطني” إلى موجة واسعة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي.

جاء هذا الخطاب، الذي أراد تبون من خلاله رسم صورة تفاؤلية لوضع بلاده، في وقت يعاني فيه الشعب من واقع معيشي ضاغط.

ويعيد هذا التصريح إلى الأذهان سلسلة من الإعلانات الرئاسية السابقة التي أثارت الجدل والتهكم، أبرزها تأكيده على قدرة بلاده على تحلية 1.3 مليار متر مكعب من المياه يوميًا، وتصريحات أخرى تتعلق بالتدخل العسكري في غزة، والمزاعم بأن الاقتصاد الجزائري يحتل المرتبة الثالثة عالميًا.

وتضع هذه “الخرجات” المتتالية، أو ما وُصفت بـ “الكذبات”، الخطاب السياسي الجزائري تحت المجهر.

فهي تعكس نمطًا لدى النخب الحاكمة يفضل المبالغة وتجاوز الواقع، وتطرح تساؤلًا جوهريًا: هل تعبر هذه التصريحات عن رؤية وطنية طموحة تفشل الكلمات في إيصالها بدقة، أم أنها مجرد جزء من أداء سياسي يفتقر إلى المصداقية والوضوح أمام الجمهور؟

وتعليقًا على هذا الموضوع، وكتب الدكتور عمر الشرقاوي في تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: “الرئيس الجزائري يطلق كذبة مدوية، ويقول أن الجزائر أصبحت عضوا في G20 مجموعة العشرين”

وأضاف “طبعا قادة الجزائر لا تستحيون من الكذب وتزوير الحقائق فهذه رياضتهم اليومية، لكن أن يصل الأمر برئيس دولة إلى اختلاق خبر لا أساس له من الصحة فهذا يعني أن الكذب أصبح عقيدة ديبلوماسية وليس واقعة معزولة”.

وتابع، “كان بإمكانه أن يقول أن بلاده مدعوة لاجتماع G20 ما فيها باس راه إسبانيا ضيف مند اكثر من عشرين سنة، والجاري به العمل أن أي عضو بإمكانه استدعاء من يشاء ليحضر المناقشات بين الدول الأعضاء، يعني أن يحضر متفرجا ملاحظا، لكن ليس عضوا فالعضوية تحددها حجم اقتصادك وناتجك الداخلي الخام”.

وختم الشرقاوي تدوينته قائلا، “نذكر تبون أن مجموعة العشرين تضم دولة عربية وحيدة هي المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى الأرجنتين، وأستراليا، والبرازيل، وكندا، والصين، وفرنسا، وألمانيا، والهند، وإندونيسيا، وإيطاليا، واليابان، والمكسيك، وروسيا، وجنوب أفريقيا، وكوريا الجنوبية، وتركيا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، ثم الاتحاد الأوروبي المكمل لمجموعة العشرين، إلى جانب الاتحاد الافريقي وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *