يقوم المكتب الوطني للمطارات (ONDA) حاليا بإعداد خطة استراتيجية تخص قطاع المناولة الأرضية في المغرب.
وتهدف هذه المبادرة إلى تزويد المملكة بخارطة طريق وطنية تعنى بتطوير خدمات المساعدة الأرضية وتنظيمها داخل المطارات.
وفي هذا الإطار، يستعد المكتب الوطني للمطارات إلى توظيف خبير يتولى مواكبة هذا الورش الهيكلي.
وتندرج هذه المهمة في إطار مقاربة شاملة لتحديث المنظومة المطارية الوطنية.
والهدف واضح، وهو تقييم أداء خدمات المناولة الأرضية الحالية، وتحليل الإطار التنظيمي والتنافسي الذي يؤطرها، ثم وضع استراتيجية تنمية طويلة المدى.
ومن المنتظر أن يفضي المخطط الاستراتيجي المرتقب إلى رؤية مندمجة تغطي الفترة 2026 – 2035، مرفقة ببرنامج عملي للتنفيذ.
وستشمل الدراسة جميع خدمات المساعدة الأرضية المقدمة في المطارات المغربية، بما في ذلك المساعدة الإدارية والإشراف، ومساعدة الركاب، ومعالجة الأمتعة، والشحن والبريد، والعمليات على المدارج، وتنظيف الطائرات وخدمتها، وتزويدها بالوقود والزيوت، والصيانة الخطية، والعمليات الجوية وإدارة أطقم الطيران، والنقل الأرضي، وخدمات التموين.
ويكمن الرهان في تعزيز تنافسية المطارات المغربية ومواءمة ممارساتها مع المعايير الدولية من حيث الجودة والأداء.
وستتمثل المرحلة الأولى من المشروع في إجراء تشخيص معمق للقطاع، مرفوق بـ دراسة مقارنة دولية (Benchmarking).
وستشمل هذه التحليلات نماذج التنظيم، ونظم الامتيازات، وهيكلة السوق، وحدة المنافسة، وجودة الخدمات، وأداء الفاعلين، إلى جانب آليات الحكامة القطاعية.
وستسهم دراسة مستوى المنافسة الفعلية في صياغة توصيات تهم إما فتح القطاع أكثر أمام الفاعلين أو تعزيز تنظيمه وتأطيره.
أما الدراسة المقارِنة فستستند إلى خمسة مطارات دولية على الأقل معروفة بتميز خدماتها، من بينها مطار آسيوي واحد واثنان أوروبيان.
وستمكن هذه المقارنة من تحديد أفضل الممارسات في مجالات الحكامة والتنظيم ومراقبة جودة خدمات المناولة الأرضية.
واستنادا إلى نتائج هذا التشخيص، ستركز المرحلة الثانية من المهمة على إعداد الاستراتيجية الوطنية لتطوير قطاع المناولة الأرضية للفترة 2026 – 2035.
وستحدد هذه الاستراتيجية سيناريوهات تطور النموذج القطاعي، ومحرّكات الأداء على المدى القصير والمتوسط والبعيد، إلى جانب تحديد حجم الخدمات المخصصة لصيغتي المناولة للغير والمناولة الذاتية.
كما ستشمل الخطة مراجعة دفاتر التحملات الخاصة بالمهن، وتحديث آليات المراقبة، وتحديد النموذج التجاري الأنسب لتطوير كل نوع من خدمات المناولة.
وستأخذ الاستراتيجية أيضا في الاعتبار البعد التنظيمي، من خلال تحديد الهيكلة البشرية المطلوبة على مستوى المقر المركزي للمكتب الوطني للمطارات، وفي مختلف المطارات، بهدف ضمان تتبع وتطوير ومراقبة خدمات المساعدة الأرضية.
وفي الختام، ستركز المرحلة الأخيرة من المشروع على التنزيل العملي للمخطط الاستراتيجي، من خلال برنامج تنفيذي مفصل يحدد الأوراش الواجب إطلاقها، والجدول الزمني، ومؤشرات التتبع، وآليات الحكامة المعتمدة.
كما سيعمل هذا البرنامج على تحديد شروط النجاح وحجم الاستثمارات المطلوبة لتفعيل الخطة طيلة الفترة 2026 – 2035.
ومن خلال هذا المشروع، يجدد المكتب الوطني للمطارات تأكيده على إرادته في هيكلة قطاع المناولة الأرضية بشكل مستدام، وتعزيز تنظيمه وجودة خدمات المساعدة الأرضية، مع تمكين المطارات المغربية من التموقع ضمن دينامية التنافسية الدولية.
وتندرج هذه المقاربة في إطار سعي متواصل نحو التميز التشغيلي والنجاعة الاقتصادية، بما يخدم مسار تحديث النقل الجوي الوطني.
