غيثة الباشا
سيراً على نهج اختياراته الجريئة منذ ولادته في 2001، يكرّم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، في دورته الـ18، السينما الأسترالية، مستعيدا بهذا التكريم تقليدا يروم تسليط الضوء على تعبير سينمائي ينقل إلى الشاشة الكبيرة مسار وإبداع وثقافة وروح أمة من أبرز الأمم وأكثرها عطاء فنيا.
ولم يكن اختيار أستراليا من باب الصدفة، فالسينما في هذا البلد، والتي تعدّ واحدة من بين الأقدم في العالم، أمتعت عشاق الشاشة الذهبية، على امتداد عقود، ببعض أهم روائع الفن السابع على الصعيد العالمي.

في هذا السياق، ستُعرض العديد من هذه الروائع ضمن فعاليات الدورة الـ18 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش. وهي أفلام قوية ومؤسسة تستعيد ما يناهز خمسة عقود من الإبداع السينمائي في أستراليا. وينطلق هذا السفر عبر الزمن من 1971، بـ”يقظة وسط الرعب” للمخرج تيد كوتشيف و”رحلة جبلية” لنيكولا روغ. كما يتيح هذا السفر للجماهير إعادة اكتشاف أعمال كلاسيكية مثل “Mad Max” لجورج ميلر وروائع نادرة، مثل الشريط الشهير “نزهة في هانغينغ” لمخرجه بيتر فير.
وسيكون الجيل الجديد في السينما الأسترالية حاضرا من خلال أفلام من قبيل “نَفَس” للممثل الشهير سيمون بيكر، الذي انتقل في هذا الشريط إلى خلف الكاميرا، و”الأسد” لغاريث ديفيس، الذي حقق نجاحا عالميا كاسحا وانتزع ما لا يقل عن ستة ترشيحات للأوسكار في 2017؛ و”القصة الحقيقية لعصابة كيلي” لغاستن كورزل، الذي يجمع عددا من الوجوه الكبيرة ويوجد ضمن قائمة الأفلام الأكثر انتظارا في 2019.
وبرمج المهرجان في المجمل 25 شريطا أستراليا طويلا تعكس تنوع هذه السينما وطابعها المتفرّد، والتي تشارك فيها مجموعة من الممثلين والمخرجين الأستراليين الذين انتزعوا، بمرور الأعوام، الاعتراف الدولي ونجحوا في اقتحام هوليوود من أبوابها الواسعة.

وسيشهد مهرجان مراكش، في دورته الـ18، عدد من هؤلاء العمالقة، ضمن وفد سيضمّ ما لا يقل عن 25 ممثلا ومخرجا ومنتجا. وسيحضر الممثلون ناومي واتس (Mulholland Drive وكينغ كونغ) وجيوفري روش (Shine وخطاب ملك) وسيمون بيكر (Mentalist) وبين مندلسون (مملكة الحيوان والساعات المظلمة) وجيزون كلارك (Zero Dark Thirty وغاتسبي العظيم) وأبي كورنيش (النجم الساطع وبلاحدود) وديفيد وينهام (في أعلى البحيرة والأسد) وأنطوني لابالي (Lantana) ورادا ميتشيل (ميلندا وميلندا والهضبة الصامتة) وغريتا سكاكي (على طريف نيروبي وThe player) وجاك تومسون (ليلة في حديقة الخير والشر وأستراليا) وإدين يونغ (Killer Elite وRectify) وريتشارد روكسبورغ (مهمة مستحيلة2 وMoulin Rouge) وسارة سنوك (Steve Jobs).
كما يضمّ الوفد الأسترالي المخرجين جيليان أرمسترونغ (مسيرتي اللامعة) وبروس بريسفورد (الآنسة ديزي وسائقها -أوسكار أفضل فيلم في 1989) وروف دو هير (بلاد تشارلي) وجون ديغان (السنة التي انكسر فيها صوتي) وميرا فولكس (Judy and Punch) وسامنثا لانغ” (البئر) وديفيد ميتشود (مملكة الحيوان) وراشيل بيركينز (Bran Nue Dae) ومولي رينولدز (بلاد أخرى) وفريد شيبيسي (صرخة في بطن الليل) وأخيرا، المنتجة يان تشابمان (درس البيانو).

هكذا، وبعد كل من المغرب، إسبانيا، إيطاليا، مصر، بريطانيا، كوريا الجنوبية، فرنسا، المكسيك، الهند، سكندنافيا، اليابان، كندا وروسيا، يدعو مهرجان مراكش، في دورة هذه السنة الجماهير والمهنيين الحاضرين إلى اكتشاف ثراء السينما الأسترالية وتنوّعها من خلال طبق فني ممتع يليق بتاريخ هذه المدرسة المتفرّدة في الفن السابع.
