فيديو الخرجة الإعلامية للسيدة التطوانية التي لم يحالفها الحظ في نيل شهادة الباكلوريا صادم للغاية ، عاكس لضبابية آفاق الأخلاق ببلادي ، والإحالة على مجهول يترصدنا جميعا.

لن أتوقف عند طفيليات الإعلام الإلكتروني التي صارت تقتات من كل ما هو سلبي ، بحثا عن البوز و ” اللايكات ” ، مديرة ظهرها لكل ما هو جميل وإيجابي ، فحناجرنا بحت من فرط التنديد بمن كان حيلة وسباب في إفساح المجال أمام المئات من هذه الكائنات ، قصد تمييع المشهد الإعلامي بدعوى الانفتاح وتحرير المشهد وتوطيد حرية التعبير.

سأتعاطى مع مضمون الفيديو من منطلقين :

• أتفهم حرقة السيدة المحترمة فبعد فشلها في ترجمة أحلامها ، ومعانقة شهادة ذات رمزية كبيرة ، وقد أقرت بها نفسها حين قالت إنها لا تبتغي من ورائها منصب شغل أو ما شابه ذلك ، بل هو مجرد تحدي لإثبات أن السن لم يكن قط عائقا يحول دون تحقيق الغايات . لكن أن تتذرع بعامل السن هذا ، من أجل استدرار عطف المصححين ودفعهم إلى منحها نقطا غير مستحقة ، لا تنسجم ومضمون ورقة الإجابة ، فتلك قمة النرجسية وحب الذات …فأعتقد انك سيدتي المحترمة تدركين قبل غيرك أن المصحح يتعامل مع ورقة صماء، غير محددة لهوية صاحبها ، وتنقيطها ذو علاقة مباشرة بطبيعة الإجابة ومضمونها 

• أما ردود الفعل التي أعقبت الفيديو ، وبخاصة تلك المتشفية من قبل دعوة السيدة إياها لاقتناء قنطار قمح وإعداد المسمن أو التريد ، فثمة مربط الفرس ….لأن الشامتين لم يراعوا أن السيدة في سن أمهاتهم أو جداتهم ….لم يقدروا أنها أقدمت على خطوة الترشح إعمالا لرغبة التحدي، التي صار الكثير من شباب اليوم مفتقدا إياها ، فلا داعي للكلام الجارح الذي لا طائل منه، من فضلكم

اتقوا الله في هذا الوطن، والخوف كل الخوف من مجهول تسببنا فيه نحن جميعنا ، بنظم تعليمنا المتخلفة ، وزرع نبتة الأنانية وعدم توقير الكبير ، واللهث خلف الربح السريع وما إلى ذلك من مظاهر ستجتث شجرة الأخلاق من جذورها بهذا البلد المفتوح كما قلت على المجهول إذا لم يتدخل حكماءه ومفكروه ، وعلماء الدين والاجتماع به الذين استقالوا من مهامهم طوعا أو مكرهين لإنقاذ ما يكن إنقاذه.

محمد التويجر:صحفي مغربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *